للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

، وهو من السابقين الأوَّلين، ويُسَمَّى سابقَ الرّوم.

قال ابن سعد باسناده عن يونس، عن الحسن قال: قال رسول الله : "صُهيب سابِقُ الرُّوم" (١).

ذكر هجرته إلى المدينة:

قال ابن سعد بإسناده عن أبي عثمان النهدي قال: بلغني أن صهيبًا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكة: أتيتنا هاهنا صُعلوكًا حقيرًا فكَثُر مالُك عندنا، وبلغتَ ما بلغت، ثم تنطلق بنفسك ومالك؟! والله لا يكون ذلك، فقال: أرأيتم إن تركتُ مالي، مُخَلُّون أنتم سبيلي؟ قالوا: نعم، فجعل لهم ماله أجمع، فبلغ النبي فقال: "رَبح صُهَيب، ربح صهيب".

وقال ابن سعد بإسناده عن سعيد بن المسَيّب قال: أقبل صهيب مُهاجرًا نحو المدينة، واتّبعه نفرٌ من قريش، فنزل عن راحلته، وانْتَثَل ما في كِنانته، ثم قال: يا معاشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجلًا، وايمُ الله، لا تَصِلوا إليّ حتَّى أرمي بكلِّ سهمٍ معي في كنانتي، ثم أضربَكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، فافعلوا ما شئتم، فإن شئتم دَلَلْتكم على مالي وخَلَّيتم سبيلي؛ قالوا: نعم، ففعل، فلما قدم على النبي قال: "ربح البيعُ أبا يحيى، ربح البيع"، قال: ونزل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [البقرة: ٢٠٧].

وحكى ابن سعد عن الواقدي، عن عاصم بن سويد، عن محمد بن عمارة بن خُزيمة بن ثابت قال: قدم آخِرَ الناس في الهجرة إلى المدينة علي بن أبي طالب وصُهيب بن سنان، وذلك للنصف من ربيع الأول، ورسول الله بقُباء لم يَرِمْ بعد (٢).

وقال الواقدي: لما هاجر صهيب إلى المدينة نزل على سعد بن خَيثَمة، وكان منزل العُزَّاب من الصحابة، قال: وآخى رسول الله بين صُهيب والحارث بن الصِّمَّة (٣).

وقال أبو نعيم بإسناده عن علي بن عبد الحميد (٤) بن زياد بن صَيفي بن صُهَيب، عن


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٠٧.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٠٨ - ٢٠٩.
(٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٢١٠.
(٤) في (خ) و (ع): عبد الرحمن، وهو خطأ، انظر الحلية ١/ ١٥١، وتهذيب الكمال (ترجمة زياد بن صيفي).