للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الردّة، وأن أبا بكر زوَّجَه أختَه أمَّ فَروَة.

وقال الواقدي: أقام الأشعث بالمدينة إلى أيام عمر بن الخطاب، وشهد اليرموك على كُردوس أميرًا، وأُصيبت عينه يومئذٍ، ثم عاد إلى المدينة، وخرج إلى العراق مع سعد بن أبي وقاص، فشهد القادسية والمدائن وجَلُولاء ونَهاوَند، واختطّ بالكوفة، وبنى بها دارًا في كِندة ونزلها، وولّاه عثمان أرْمِينية، وقيل: أَذَرْبيجان، وشهد صفّين مع أمير المؤمنين والحكومة، وكان أحدَ شهود الكتاب الذي كتب بين يدي أمير المؤمنين والحكومة ومعاوية.

وقال ابن سعد بإسناده عن أبي الصَّلْت سُليم الحَضْرَميّ قال: شهدتُ صفين، ورأيت الأشعث بن قيس الكندي، وإذا هو رجلٌ أصلع، ليس له في رأسه إلا شُعيرات، وهو يقول: أين معاوية؟ فقيل: هو ذا، فقال: الله الله يا معاوية في أمة محمد، هبوا أنكم قد قَتلتُم أهل العراق، فمَن للثُّغور والذَّراري؟ فإن الله يقول: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَينَهُمَا﴾ الآية [الحجرات: ٩] فلم يَلبَثُوا بعد ذلك إلا قليلًا حتى كان الصُّلح بينهم، وانصرف معاوية بأهل الشام إلى الشام، وأمير المؤمنين بأهل العراق إلى العراق.

وقال ابن سعد: ولما أراد علي أن يُحَكِّم عبد الله بن عباس مع عمرو بن العاص، أبي الأشعث ذلك وقال: والله لا يَحكم مُضَرِيَّين أبدًا حتى يكون فيه يماني، فحكّموا أبا موسى (١).

وكان الأشعث يقول: كَفَّرتُ عن يميني بالله بخمسة عشر ألفًا.

قال ابن سعد بإسناده عن محمد بن إسماعيل بن رجاء الزُّبَيديّ قال: سمعت الشّيباني يذكر، عن قيس بن محمد بن الأشعث: أن الأشعث كان عاملًا على أذربيجان، استعمله عثمان، وأنه أتاه رجل من قومه فأعطاه ألفين، فشكاه، فلما قدم الأشعث أرسل إليه فقال: إنما استَودعتُك المال، فقال الرجل: إنما أعطيتنيه صِلةً، فحَمي الأشعث فحلف، فكفّر عن يمينه بخمسة عشر ألفًا (٢).


(١) طبقات ابن سعد ٦/ ٢٣٦.
(٢) طبقات ابن سعد ٦/ ٢٣٦ - ٢٣٧.