مع كلِّ رجل مَلَكَين يَحفظانه مما لم يُقَدّر، فإن جاء القَدَر خلَّيا بينه وبينه، إن الأَجَلَ جُنَّةٌ حَصينة.
قال ابن سعد بإسناده عن محمد بن عُبيدة قال: قال علي ﵇: ما يَحبِسُ أشقاكم أن يجيءَ فيَقْتُلَني؟ اللهمَّ قد سَئِمتُهم وسئموني، فأرِحْهم مني، وأرِحْني منهم.
وقال ابن سعد بإسناده: أن النبي ﷺ قال لعلي ﵇: "يا عليّ، من أشقى الأوَّلين والآخِرين؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال:"إن أشقى الأوَّلين عاقرُ الناقة، وأشقى الآخرين الذي يَطعَنُك يا علي" وأشار إلى حيث طُعِن.
قال ابن سعد:[أخبرنا الفضل بن دكين قال] حدثنا سليمان بن القاسم الثَّقَفي قال: حدَّثَتْني أمي، عن أم جعفر سُرِّيّة علي بن أبي طالب قالت: إني لأصُبّ على يديه الماءَ إذ رفع رأسَه، فأخذ بلحيته، فرفعها إلى أنفه وقال: واهًا لك، لتُخْضَبِنّ بدم، قال: "فأُصيب يوم الجمعة (١).
ذكر اجتماع الخوارج على قتله وقتل معاوية وعمرو بن العاص:
قال علماء السِّيَر كابن إسحاق والواقدي وهشام وابن سعد وغيرهم، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، ونبدأ برواية ابن سعد قال:
انتدب ثلاثةُ نَفَرٍ من الخوارج: عبد الرحمن بن مُلْجَم المُراديّ -وهو من حِمْيَر- والبُرَك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بُكَير التميمي.
وقال البلاذري: اسم البُرَك: الحجّاج بن عبد الله الصَّريمي، قال: واسم عمرو بن بُكير زاذَويه مولى بني حارثة.
وقال ابن الكلبي: عبد الرحمن بن [عمرو بن] مُلْجَم بن المَكْشوح بن نَفَر بن كَلَدة الحِميريّ، وكان كَلَدة أصاب دمًا في قومه من حِمير، فأتى مُرادًا فقال: جئتكم تَجوب بي ناقتي الأرض، فسُمّي تجوب، فابن مُلْجَم تجوبي بالواو، وقاتل عثمان تُجيبي،