للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويَحصل لك به الغنى والشَّرف؟ قال: وما هو؟ قال: تستوثق من الحسن (١)، وتُسلّمه إلى معاوية، فقال له سعد: لعنك الله، أَثِبُ على ابن بنت رسول الله ، فأُوثِقُه وأُسْلِمُه إلى ابن هند، بئس الرَّجل أنا إن فعلتُ ذلك.

وفي رواية: فقال له سعد: يا مَلعون، ما هذا بلاؤهم عندنا أهل البيت.

وقد أخرج القصةَ ابنُ سعد، عن موسى بن إسماعيل بإسناده، عن ثابت بن زهير (٢) قال: لما أتى الحسن بن علي قصرَ المدائن قال المختار لعمّه: هل لك في أمرٍ تَسود به العرب؟ قال: وما هو؟ قال: تَدَعني أضربْ عُنُق هذا، وأذهب برأسه إلى معاوية، فقال: ما ذاك بلاؤهم عندنا أهل البيت.

وقال البلاذري: وبلغ الشيعة: ظبيان بن عُمارة التميمي، والحارث الأعور، وغيرهما، قول المختار، فقصدوه ليقتلوه، فنهاهم الحسن عن قتله.

وقال البلاذري: كان المختار عثمانيًّا؛ إلى أن بعث الحسين مسلمَ بنَ عَقيل إلى الكوفة، فجاء المختار فبايعه سرًّا (٣).

وقال البلاذري أيضًا: إن الحسن قبل وصوله المدائن نزل بساباط دون الجسر، وكان قد علم بواطنَ القوم، فقام فخطب وقال: إني لأرجو أن أكونَ أنصحَ خلقِ الله لهذه الأمة، وما أنا بمُحتمِلٍ على أحدٍ ضَغينة ولا حِقْدًا، ألا وإن الجماعة خيرٌ من الفرقة.

فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: خار والله وضَعُف، وقد عزم على الصُّلح، وشدُّوا على فُسطاطه فنهبوه، وشدَّ عليه عبد الرحمن بن أبي جِعال الأزدي، فنزع مِطرَفَه عن عاتقه.


(١) كذا، والذي في الطبري ٥/ ١٥٩، وأنساب الأشراف ٢/ ٣٨٢، والمنتظم ٥/ ١٦٦: توثق الحسن، وهو الصواب.
(٢) في (خ): هرير، دون نقط، ولم أقف على الخبر في طبقات ابن سعد، ولا مَن نقله عنه.
(٣) أنساب الأشرف ٦/ ٣٨ - ٣٩.