للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البراءة (١) من أبي تُراب. فقال له رجل: لا سمعَ لك ولا طاعة، وهل نَشَفَ الكتابُ بينك وبين أبي محمد (٢) بَعْدُ؟!.

وفي رواية: فقال له الرجل: لا، بل نُطيع أَحياءَكم، ولا نتبرَّأُ من موتاكم. فأُعجِبَ معاويةُ بكلامه وسكت.

ولَمَّا قَدِمَ معاويةُ إِلى العراق أَقْدَمَ معه معاويةَ بنَ حُدَيج (٣)، وجرت للحسنِ معه واقعة؛ حكاها أبو الحسن المدائني؛ قال: لَمَّا قَدِمَ معاويةُ الكوفةَ كان معه ابنُ حُدَيج، فرآه الحسن فقال: وَيحَكَ يا ابن حُدَيج! أنت قاتلُ الرجل الصالح محمد بن أبي بكر، وشاتمُ أَميرِ المؤمنين عندَ (٤) ابنِ آكلةِ الأَكباد! أَمَا واللهِ لئن وَرَدْتَ الحوضَ -ولن تَرِدَه- لتجدَنَّ أَميرَ المؤمنين مُشَمِّرًا عن ساعِدَيه، يذودُ عنه المنافقين مثلك -أو أَمثالك- فسكت ابنُ حُدَيج.


(١) في (م): البراء.
(٢) هي كنية الحسن بن علي .
(٣) في (م): أقدمه معه، بدل: أقدم معه معاوية بن حُديج.
(٤) في (خ) و (م): عبد، وهو خطأ، وجاء قبلها في (م): هل أنت إلا! وينظر "المعجم الكبير" للطبراني (٢٧٢٧)، و"أنساب الأشراف" ٢/ ٣٦٨، وتاريخ دمشق ١٦/ ٦٥٨ - ٦٥٩ (مصورة دار البشير- ترجمة معاوية بن حُديج).