للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عثمان: فلما ولَّيتُ ناداني، فرجعتُ إليه فقال: "أَلم يكن الذي قُلْتُ لك؟ " قال: فذكرتُ قوله لي بمكة قبل الهجرة: "لعلك سترى هذا المفتاحَ بيدي أَضعه حيث شئتُ" فقلتُ: بلى، أَشهدُ أنك رسول الله (١).

قلتُ: وقد ذكرنا ما يتعلَّق بهذا في غزاة الفَتْح، وامتناع أُمِّ عثمان من دفع المفتاح إلى رسول الله ونحو ذلك.

ومعنى قوله صلى الله عليه: "لا ينزعها منكم إلَّا ظالم"، يعني حجابة الكعبة.

واختلفوا في وفاة عثمان بن طلحة على أقوال:

حكى ابن سعد عن الواقديّ قال: لم يزل عثمانُ مقيمًا بالمدينة حتى قُبِضَ رسولُ الله صلى الله عليه، فرجع إلى مكة، فنزلها حتى مات بها في أول خلافة معاوية ابن أبي سفيان (٢).

وكذا قال خليفة: مات بها في سنة اثنتين وأربعين (٣).

وقال المدائني: في سنة إحدى وأربعين.

وقيل: إنه استُشهد بأجنادين.

وقيل: إنه عاش إلى أيام يزيد بن معاوية، وهو وَهْم، وقولُ الواقديِّ أَصحُّ.

وقد قال الواقدي: وعثمان هذا هو الذي هاجر بأُمّ سَلَمة إلى المدينةِ وهو كافر، فكان يُرَحِّلُ جَمَلَها وينتحي عنها ناحيةً، ثم يقودُ جَمَلَها ولا يُكَلِّمُها حتى أوصلها المدينةَ، وعاد إلى مكة، وقد ذكرناه.

وكان لعثمان بن طلحة من الولد: عبدُ الله -وهو أَبو شيبة-[وأُمامة، وجميلة. وأمُّهم أمُّ شيبة] بنت سماك بن سعد بن شهيد من بني عمرو بن عوف من الأنصار (٤).


(١) طبقات ابن سعد ٥/ ١٦ - ١٧. وأخرجه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٥/ ٢٤٤ - ٢٤٥.
(٢) طبقات ابن سعد ٥/ ١٩، وتاريخ دمشق ٤٥/ ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٣) طبقات خليفة ص ١٤، وتاريخ دمشق ٤٥/ ٢٥٤ (طبعة مجمع دمشق) وما بعده منه ٤٥/ ٢٣٨ و ٢٥٣ و ٢٤٤ على الترتيب.
(٤) طبقات ابن سعد ٥/ ١٦، وما سلف بين حاصرتين منه.