للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال هشام: وكان عمرو يُعَيَّرُ بها، فيقال له: يا ابنَ النَّابغة، وقد عيَّره عثمان وعليّ ، والحسنُ وعمَّار، وغيرهم.

وقال الأصمعي: خطب عمرو يومًا بمصر، فتخاطر رجلانِ على أَن يقومَ أَحدُهما إليه فيُبكِّتَهُ، فقام أحدُهما فقال له: أَيُّها الأَميرُ، مَنْ أُمُّك؟ فقال عمرو: النابغة بنت عبد الله، أصابَتْها رِماحُ العرب، فبيعت بسوق عكاظ، فاشتراها عبد الله بن جُدْعان (١) للعاص بن وائل (٢)، فولدت فأنجبت، فإن كانوا جعلوا لك شيئًا فخُذْه. فأُعجبَ الناسُ بجوابه.

ثم قال الأصمعي: أَلا تعجبون من هذا الذي يفتخر بأُمِّه، ويعلم ما كانت عليه!

وقال ابن سعد (٣): وأخواه لأُمِّه: عَمرو بن أُثاثة بن عبَّاد بن المُطَّلب بن عبد مناف بن قُصيّ، وأَرنبُ بنتُ عفيف بن أَبِي العاص بن أُمية بن عبد شمس.

وذكر ابن سعد عمرًا في الطبقة الثالثة من المهاجرين مِمَّن أسلم في سنة ثمانٍ من الهجرة، وقَدِمَ على رسولِ الله ، وبعثَه رسولُ الله في غَزاةِ السلاسل، وعَقَدَ له على جماعة. قال ابن سعد: ثلاث مئة؛ فيهم أبو بكر وعمر (٤)، ثم ولّاه رسولُ اللهِ عُمان، ثم قَدِمَ بعد وفاه رسولِ الله صلى الله عليه، فولَّاه أبو بكر أَحدَ أجنادِ الشام، فهو أحد أمرائها الأربعة، وهم: أبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وشُرَحْبيل بن حَسَنَة، والرابع عمرو، وقد ذكرناه.

وعمرو بن العاص هو الذي صلَّى بأَصحابِه وهو جُنُب (٥).

ذكر طرفٍ من أخبارِه:

قال الواقدي: أرسله عمر بن الخطاب ففتح مصر والإسكندريةَ، وهو أَحدُ الدُّهاة المُقدَّمين في الرأي والدهاء.


(١) في (خ): جداعة، وهو خطأ، والتصويب من "الاستيعاب" ص ٤٩٦، و"العقد الثمين" ٦/ ٤٠٤، و"تهذيب الكمال" ٢٢/ ٨٢.
(٢) في المصادر: ثم صارت إلى العاص بن وائل.
(٣) في "طبقاته" ٥/ ٤٧.
(٤) المصدر السابق ٥/ ٥٤ و ٥٥. وأخرج البخاري (٣٦٦٢) أنه بعث عمرًا على جيش ذات السلاسل.
(٥) سنن أبي داود (٣٣٤) باب إذا خاف البرد تيمَّم.