للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: أُنسيتُ لَمّا أسلمتُ أن أقولَ: يا رسولَ الله، اغفر لي ما تأخَّر من ذنبي، ثم أنشد [وجعل يقول]:

كم عائدٍ رجلًا وليس يعوده (١) … إلا لينظر هل يَراه يُفِيقُ (٢)

وقال الموفَّق : جعل يقول: اللهم أمرتَنا فترَكْنا. وذكره (٣).

واختلفوا في وفاته: فحكى ابن سعد عن الواقدي قال: حدثنا عبد الله بن أبي يحيى عن عمرو بن شعيب قال: توفي عمرو بن العاص بمصر يوم الفطر سنة اثنتين وأربعين، وهو والٍ عليها.

قال: وقال محمد بن عمر، يعني الواقدي: وسمعتُ من يذكر أنه توفي سنة ثلاث وأربعين. وقال محمد بن عمر: وسمعتُ بعضَ أَهلِ العلم يقول: مات سنة إحدى وخمسين.

ذكر هذه الأقوال الثلاثة ابن سعد عن الواقديِّ (٤).

وقال أبو سعيد بن يونس: مات بمصر ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين.

وحكى جَدِّي في "التلقيح" (٥) القولين، أعني سنة اثنتين وأربعين، أو سنة ثلاثٍ وأربعين.

وقيل: توفي بعد الستِّين، وهو وهم، والأوَّل أصحُّ.

واختلفوا في سنِّه: فذكر جَدِّي في "التلقيح" أنه عاش نحوًا من مئة سنة.

وقال ابن البَرْقي: عاش تسعين سنة؛ قال: وكان يقول: أَذكُرُ الليلةَ التي وُلد فيها عمر بن الخطاب.

وصلى على عمرو ابنُه عبد الله، ودفَنَه، ثم صلى بالناس صلاة العيد. وكان عبد الله مقارِبًا لأبيه في السنِّ، بينهما سنُ البلوغ، ودُفن عمرو بمصر.


(١) في (خ) ولست أعوده، والمثبت من (م) وما سلف بين حاصرتين منها.
(٢) وتمثل بالبيت عبد الملك بن مروان عند احتضاره فيما ذكر الذهبي في "تاريخ الإسلام" ٢/ ٩٧٥، وفيه: يموت، بدل: يفيق، وتحرفت في "المنتظم" ٥/ ١٩٩ إلى كلمة: يفرق.
(٣) التبيين في أنساب القرشيين ص ٤٦٣، بنحوه. وقوله: وقال: الموفق … إلخ، ليس في (م).
(٤) طبقات ابن سعد ٥/ ٨٢.
(٥) ص ١٥٠.