للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكى ابن سعد عن الواقديّ، عن أبي سهيل، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَينَكُمْ وَبَينَ الَّذِينَ عَادَيتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً﴾ [الممتحنة: ٧] قال: حين تزوَّج النبيُّ صلى الله عليه أُمَّ حبيبة بنتَ أبي سفيان.

وروى ابنُ سعد (١) عن محمد بن عُمر، بإسناده عن الزُّهريّ، أن أبا سفيان لَمّا قَدِمَ المدينةَ ورسولُ الله يُريدُ غَزْوَ مكَّة، فكلَّمه أَن يزيدَ في الهُدْنة، فلم يُكلِّمه، ودخل على ابنته أُمّ حبيبة، وذهب ليجلس على فراشِ رسولِ الله فطَوَتْهُ وقالت: أَنْتَ مُشْرِكٌ. وقد ذكرناه هناك.

وحكى ابن سعد عن الواقديّ قال (٢): أَطعم رسولُ الله أُمَّ حبيبة بنت أبي سفيان بخيبر ثمانين وَسْقًا تمرًا، وعشرين وَسْقًا شعيرًا.

ذكْرُ وفاتها:

واختلفوا فيها، فقال ابن سعد بإسناده عن عوفِ بن الحارث قال (٣): سمعتُ عائشة تقول: دعَتْني أُمُّ حبيبة زوجةُ النبيّ عند موتِها وقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفرَ الله لي ولكِ ما كان من ذلك. فقلتُ: غفر الله لكِ ذلكَ كلَّه، وتجاوزَ عنك، وحلَّلَكِ من ذلك، فقالت: سَرَرْتِني سَرَّكِ اللهُ.

وأرسلت إلى أُمِّ سلمة فقالت لها مثلَ ذلك.

قال: وتوفيت سنة أربع وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.

وقال هشام: توفيت في هذه السنة التي حجَّ فيها معاويةُ، وصلَّى عليها مروان، ودُفنت بالبقيع.

وقيل: ماتت في سنة اثنتين وأربعين بدمشق، وهو وَهْم، وإنَّما زارت أخاها بدمشق، ثم عادت إلى المدينة، فتوفيت بها في هذه السنة.

وقيل: إنَّها ماتت في سنة تسع وخمسين قبل موت أَخيها بسنة، وهو وَهْم أيضًا.


(١) في "الطبقات " ١٠/ ٩٧.
(٢) المصدر السابق ١٠/ ٩٨.
(٣) المصدر السابق.