للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر جدّي في "التلقيح" من اسمه أُهْبان أربعة (١)، فقال: أُهْبان بن الأكوع أبو عقبة، والثاني: أُهْبان بن أَوس الأسلمي، والثالث: أُهْبان بن صَيفي الغِفاريُّ أبو مسلم، والرابع: أُهْبان بن عِياذ الخُزاعي مُكلّمُ الذئب. قال: وقيل: إن مكلِّم الذئب أُهْبان بن أوس.

هذا صورةُ ما حكى جدّي، ولم يذكر في الرواة من اسمُه أُهبان بن صيفي (٢).

فالحاصلُ أن مُكلِّمَ الذئب على رواية هشام بن محمد أُهبان بن الأكوع صاحبُ هذه الترجمة، وعلى قول الواقديّ هو أُهبان بن أَوس الأسلميّ، وقد حكاه جَدِّي في "التلقيح" في أحد القولين. على قول عبد الله بن محمد بن الأشعث هو أُهْبان بن صيفيّ الغِفاريّ (٣)، فإنه أَخرج له حديثًا واحدًا، فقال أحمد: حدثنا رَوْح، عن عبد الله بن عُبيد الدِّيلي، عن عُدَيْسَة (٤) بنت أُهبان بن صيفي، أن عليًّا أتاه في منزله بالبصرة حتى قام على باب حُجْرتِه وكان مريضًا أفاق من مرضِه، فقال له عليٌّ: السلام عليك أبا مسلم، كيف أنَتَ؟ فردَّ السلامَ وقال: بخير، فقال عليّ: ألا تخرجُ معي [إلى] هؤلاءِ فتُعينَني عليهم؟ فقال: بلى، إدْ رَضِيتَ [بما أُعطيك]، قال: وما هو؟ فقال الشيخُ: يا جارية، [هاتِ سيفي، فأخرجت إليه غِمدًا، فوضعته في حِجْرهِ، فاستلَّ منه طائفةً] ثم رفع رَأْسَه إلى عليّ فقال: إنَّ خليلي وابنَ عمِّك عَهِدَ إِفيَ عهدًا: إذا كانت فتنةٌ بين المسلمين أَتَّخذُ سيفًا من خشب، فهذا سيفي، فإن شئتَ خرجتُ به معك، فقال علي: لا حاجةَ لنا فيك ولا في سيفِك. ثم رجع عليٌّ من باب الحجرة ولم يدخل (٥).

وقد ذكرنا هذا الحديثَ فيما تقدَّم (٦).


(١) يعني من أصحاب رسول الله ومن رآه، والكلام فيه ص ١٦٤.
(٢) كذا في (خ)، ولم يذكر ابن الجوزي في "التلقيح" ص ٢٨٥ في الرواة عن رسول الله ممّن اسمه أهبان إلا أُهبان بن صيفي.
(٣) كذا في (خ). (والكلام منها) وقد سلف من قول ابن الأشعث أنه أُهبان بن عياذ. ولعل في الكلام سقطًا.
(٤) في (خ): حدثنا رَوْح بن عبيد الله … عن عائشة، والتصويب من "مسند" أحمد (٢٠٦٧٠).
(٥) مسند أحمد (٢٠٦٧٠)، وما سلف بين حاصرتين منه.
(٦) من قوله: وحكى ابن سعد أيضًا عن عبد الله بن محمد بن الأشعث … إلى هذا الموضع، ليس في (م).