للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال هشام: قال أبو هريرة: أتُنافسون ابنَ بنتِ نبيّكم في تربةٍ تدفنوه (١) بها، وقد سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: "من أَحبَّه فقد أحبَّني، ومن أبغضه فقد أبغضني".

وقال البلاذري: قالت عائشةُ: البيتُ بيتي، ولا آذنُ لأَحدٍ أن يُدفَنَ فيه (٢).

وقال ابن عساكر: كتب مروان إلى معاويةَ يخبرهُ بما فعل ويقول: مال سعيدُ بن العاص مع بني هاشم. فكتب إليه يشكره، وعزل سعيدًا عن المدينة بعد ذلك بثلاث سنين، وولّاها مروانَ بنَ الحكم.

وقال أبو اليقظان: وقف محمد بن الحنفية على قبرِ الحسنِ بعد ما دُفِنَ وقال: يا أبا محمد، لئن عزَّت حياتُك لقد هدَّت وفاتُك، ولنِعمَ الروحُ روحٌ عُمِر به بَدَنُك، ولنعمَ البدنُ بَدَنٌ تضمَّنه كَفَنُك، وكيف لا؟ وأنت سليلُ الهدى، وحليفُ أهلِ التُّقى، وخامسُ أصحابِ الكِسا، رُبِّيتَ في حِجْرِ الإسلام، ورضعتَ ثَدْيَ الإيمان، ولك السوابقُ العظمى والغاياتُ القُصوى، بك أصلح الله بين فئتين عظيمتين من المسلمين، ولم تك شَعْثَ الدين، فعليك السلام حيًّا وميتًا [ثم خنقته العبرة] (٣) ثم قال:

أأَدهَنُ رأسي أَم تطيبُ مجالسي … وخدُّكَ معفورٌ وأنت سليبُ

سأبكيك ما ناحت حمامةُ أيكةٍ … وما اخْضَرَّ في دَوْحِ الرياضِ قضيبُ

غريبٌ وأَكنافُ الحجازِ تحوطُهُ … أَلا كلُّ مَنْ تحت الترابِ غريبُ

وقال بعضُ شعراءِ أهل المدينة:

تعزَّ، فكم لكَ من سَلْوةٍ … تُفَرِّجُ عنك غليلَ الحَزَنْ

بموت النبيِّ وقَتْلِ الوصيِّ … وَلِيِّ النبيِّ وسَمِّ الحَسَنْ

ولَمّا قُتِل الحسين قال بعضُهم:

بموتِ النبيِّ وقَتْلِ الوصيّ … وقَتْلِ الحسينِ وسَمِّ الحَسَنْ


(١) كذا في (خ) (والخبر فيها وليس في م)، والجادة: تدفنونه. ولم أقف عليه.
(٢) أنساب الأشراف ٢/ ٣٩٧ وفيه أن عائشة ﵁ قالت ذلك لما خافت أن يعظم الشرّ بينهم وتسفك الدماء.
وسلف الخبر قريبًا عن ابن سعد بمعنى آخر.
(٣) ما بين حاصرتين من (م).