للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأُمُّه أُمُّ جميل بنتُ شعبة، من بني عامر بن لؤي، وأُمُّها أُمُّ حبيب بنت العاص بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف.

وكان أبوه المُطْعِمُ بنُ عديّ من أشراف قريش، وكان كافًّا عن النبيّ . وهو الذي سعى في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش بينها وبين بني هاشم، وهو الذي دخلَ رسولُ اللهِ إلى مكة لما عاد من الطائف في [جوارِه] (١). وهو الذي قال فيه رسول الله يوم بَدْرٍ: "لو كان المُطْعِمُ حيًّا لوهبتُ له هؤلاء النَّتْنَى" يعني أهل القَلِيب (٢).

وكانت وفاة المطعم بمكَّة بعد الهجرة بسَنَةٍ قبل بَدْرٍ بأشهر، ودُفِنَ بالحَجُون وهو ابن بِضْعٍ وتسعين سنةً. وكُنْيَتُهُ أبو وَهب. وقد أشرنا إلى جميع ذلك.

قال ابنُ عبد البرّ: وفيه يقول حسان بن ثابت لَمّا مات يرثيه، فقال:

فلو كان مجدٌ يُخْلِدُ اليومَ واحدًا … من الناس أنجى مجدُه اليومَ مُطْعِما

[أجَرْتَ] رسولَ الله منهم فأَصبحوا … عبيدَك ما لبَّى مُلَبٍّ وأَحْرَما (٣)

وحكى أبو القاسم بن عساكر عن جُبير بن مُطْعِم قال (٤): لَمّا بُعِثَ رسولُ الله وظهر أمرُه بمكة؛ خرجتُ إلى الشام، فلما كنتُ ببُصْرى جاءني جماعةٌ من النصارى فقالوا: أَمِن أَهلِ الحرم أنتَ؟ قلتُ: نعم. فأدخلوني دَيرًا لهم؛ فيه صُوَر، فقالوا: انظر إلى هذه الصُّوَر، هل تعرف فيها صورةَ هذا الذي قد ظهر فيكم؟ قال: فنظرتُ، فإذا بصورة رسول الله وصورة أبي بكر الصديق وهو آخِذ بعَقِبِ رسولِ الله ، فقلتُ: نعم هذه صورتُه وصورةُ صاحبِه. فقالوا: نشهد أنَّه صاحبكم، وهذا الخليفةُ من بَعْدِه.

وذكره ابنُ عبد البَرِّ فقال: ذُكِرَ أن جُبير بن مطعم أسلم يوم حُنَين (٥)، وهو أوَّل من لبس الطيلسان في المدينة.


(١) ما بين حاصرتين زيادة ضرورية ووقع مكانها بياض في (خ)، ولم يرد هذا الكلام في (م).
(٢) كذا وقع. وإنما المراد بالنَّتْنَى أُسارى بدر من المشركين. وسيرد الكلام على الصواب قريبًا.
(٣) ديوان حسان ص ٢٣٩، وذكرهما ابن سعد ٥/ ١٤، وما سلف بين حاصرتين منهما، ولم يرد في (م) قوله: قال ابن عبد البر وفيه يقول حسان … إلى هذا الموضع ولم أقف عليهما عند ابن عبد البر.
(٤) مختصر تاريخ دمشق ٦/ ٥ - ٦.
(٥) كذا في النسختين (خ) و (م). وفي "الاستيعاب" ص ١١٩ عام خيبر.