للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر الشيخ الموفَّقُ في "الأنساب" (١) بني نوفل [فقال]: كان نوفل أخا هاشم لأبيه، وكان له من الولد عديٌّ، وعامر، وعمرو، وأبو عمرو، وأَمَة، وضعيفة. وكان عديٌّ أكبرَ ولده، وبه كان يُكَنَّى، وكان لعديّ من الولدِ المُطْعِم، وطُعيمة، والخِيارُ، والبذَّالُ، والصالح واسمه عُبَيد الله (٢)، والمبارك واسمه عبد الله.

قال الموفق : وروى ابنه محمد بن جُبَير، عنه قال: أتيتُ رسول الله لأُكَلِّمَه في أُسارى بدرٍ، فوافَيتُه وهو يُصَلِّي بأصحابه العشاء، وصوتُه يخرج من المسجد وهو يقرأُ: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (٧) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (٨)[الطور: ٧، ٨]، فكأنَّما صُدع بها قلبي، فلما كلَّمته في أُسارى بدر قال: "لو كان الشيخُ أبوك حيًّا فأتانا شفَّعناه فيهم" (٣).

وذكر .... (٤) عند رسول الله .

وذكر الواقدي القصة عن جُبَيْر بن مُطْعم قال (٥): قَدِمْتُ المدينةَ في فِداء أُسارى بدر، فدخلتُ المسجدَ، فقرأ رسول الله في المغرب: ﴿وَالطُّورِ (١) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (٢)﴾ السورة، فانصدعَ قلبي، وكان ذلك أوَّل ما دخل الإسلامُ قلبي.

وفي رواية: فقرأ: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥)[الطور: ٣٥]. فكاد يطيرُ قلبي (٦).

قلتُ: وقد أخرجاه في "الصحيحين" بمعناه فقال أحمد بإسناده عن سعد بن إبراهيم قال: سمعتُ بعض إخواني (٧) عن جبير بن مطعم أنَّه أتى رسولَ الله في فداء المشركين، وما أسلم يومئذٍ، قال: فدخلتُ المسجدَ ورسولُ اللهِ يُصَلِّي المغرب، فقرأَ بالطور، فكأَنَّما صُدِعَ قلبي حين سمعتُ القُرآنَ. متفق عليه (٨).


(١) التبيين في أنساب القرشيين ص ٢٣٩. وينظر "نسب قريش" ص ١٩٧ - وما بعدها.
(٢) تحرفت في (خ) إلى: عبد الله. وينظر المصدران السالفان.
(٣) بنحوه في "صحيح" البخاري (٤٠٢٣ - ٤٠٢٤).
(٤) بياض في (خ). (والكلام منها). ولعله يريد أن يقول: وذكر له يدٌ عند رسول الله ، فقد قال ابن قدامة في "التبيين" ص ٢٤٠ بعد إيراده الحديث المذكور: وكانت له عند رسول الله يد.
(٥) بنحوه في مغازي الواقدي ١/ ١٢٨، وطبقات ابن سعد ٥/ ١٤.
(٦) صحيح البخاري (٤٨٥٤).
(٧) في "المسند" (١٦٧٦٢): بعض إخوتي.
(٨) أخرجه البخاري (٧٦٥)، ومسلم (٤٦٣) مختصرًا، وأخرجه أيضًا البخاري (٤٠٢٣) وفيه: وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي.