للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكره في الطبقة الرابعة فيمن أسلم من القبائل فقال (١): حُجْرُ الخير بن عَديّ الأَدبَر، قال: وإنما سُمّيَ أبوه الأَدبَرَ لأنَّه طُعِنَ موليًا، فسُمّيَ الأدبرَ، وهو عديُّ بن جَبَلَةَ.

قال: وحُجْرٌ جاهليٌّ إسلامي، وَفَدَ إلى النبي وشهد القادسيَّة. وهو الذكره افتتح مَرجَ عَذْراء (٢)، وشهد الجَمَلَ وصِفِّين مع عليّ بن أبي طالب، وكان في ألفَيْن وخمس مئة من العطاء. وقَتَلَه معاويةُ بنُ أبي سفيان وأصحابَه بمَرج عَذْراء.

وابناه عُبيد الله وعبد الرحمن ابنا حُجْر بن عديّ؛ قتلهما مصعب بن الزُّبير صبرًا، وكانا يتشيَّعان.

هذا صورةُ ما ذكر ابنُ سَعد في الطبقة الرابعة من الصحابة.

وذكره في الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة، ونسبَه كما نسبَه في الطبقة الرابعة؛ قال (٣): وذكر بعضُ رواة العلم أنه وَفَدَ إلى النبي مع أخيه هانئ بن عديّ (٤).

وقال ابن عبد البَرِّ (٥): كان حُجْرٌ من فضلاء الصحابة، وكان على ميمنة عليّ يوم صفّين على كِنْدَة، وعلى ميسرته يوم النَّهْروان.

وقال أبو أحمد الحاكم: وقد اختلفوا فيه، فقال بعضُهم: وَفَدَ على رسول الله .

وبعضُهم يقول: لم تكن له وفادةٌ.

وقال جَدِّي في "التلقيح" (٦): ولا تثبتُ له صحبة.

وقال الواقدي: له صحبة، وكان زاهدًا، لم يُحْدِثْ قَطُّ إلّا توضأ وصلَّى، وكان يَقْلِبُ فِراشَ أُمِّه بيده، فإن كان عليه شيءٌ، أزالهُ ثم أَضْجَعَها عليه (٧).


(١) الطبقات ٦/ ٢٣٩. ولم ترد هذه الترجمة ولا غيرها (في حوادث هذه السنة) في (م).
(٢) هي بلدة على بريد من دمشق (حوالي ١٢ ميل) من جهة الشمال.
(٣) الطبقات ٨/ ٣٣٧.
(٤) في (ب) و (خ): هانيء بن عبد الله، والمثبت من "الطبقات".
(٥) في "الاستيعاب" ص ١٧٤.
(٦) ص ١٨٠ (واسمه تلقيح فهوم أهل الأثر).
(٧) ينظر "تاريخ دمشق" ٤/ ٢٦٤ (مصورة دار البشير)، ومختصره ٦/ ٢٣٦.