للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحدها: على جبل ثور، قاله ابن عباس.

والثاني: بالبصرة مكان الجامع، روي عن جعفر الصادق (١).

والثالث: على عَقَبة حِراء، حكاه ابن جرير الطَّبري صاحب التَّاريخ (٢).

وحكى المسعودي أنه قتله بدمشق (٣)، وكذا ذكر الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" في حرف القاف فقال: كان قابيل يسكن خارج باب الجابية، وأنَّه قتل أخاه في جبل قاسيون عند مغارة الدَّم (٤).

وذكر هابيل في حرف الهاء وكرّر هذا وقال: قتله أخوه قابيل بقاسيون عند مغارة الدَّم؛ وكان هابيل يسكن سطرا.

قال: وقال كعب: الدَّم الذي على قاسيون (٥) هو دم ابن آدم (٦).

قلت: والعجب من هذه الأقوال، وقد اتفق أرباب السِّير أن الواقعة كانت بالهند، وأن قابيل اغتنم غيبة أبيه بمكَّة، فما الذي أتى به إلى جبل ثور وحراء، وهما بمكة؟ وما الذي أتى به إلى البصرة ولم تكن أُسِّست؟ وأين الهند ودمشق؟ وهل كانت دمشق وجدت أو الجابية أو سطرا؟ وهل وضعت التواريخ إلا لتميِّز بين الصحيح والسَّقيم والسَّالم والسَّليم؟ اللَّهم غفرًا.

ثم قد اتفقوا على أن قابيل لما قتل أخاه بالهند هرب في جبال الهند، وقيل: إلى اليمن (٧)، وهلك هناك لما نذكر.

واختلفوا في معنى قوله تعالى: ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ على أقوال:

أحدها: من الخاسرين في الدنيا والآخرة، فخسرانه في الدنيا أنَّه أسخط والديه


(١) انظر "زاد المسير" ٢/ ٣٣٨.
(٢) "تاريخ الطبري" ١/ ١٤٣.
(٣) "مروج الذهب" ١/ ٦٤.
(٤) "تاريخ دمشق" ٤٩/ ٢٤.
(٥) من قوله: بقاسيون عند مغارة الدم … إلى هنا ليس في (ب).
(٦) "تاريخ دمشق" ٦٤/ ٢، ٧.
(٧) انظر تاريخ الطبري ١/ ١٤٣، والمنتظم ١/ ٢٢٥.