للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم في ذلك الوقت إذا أراد الرجل قتلَ رجل أن يتركه ولا يمتنع منه (١).

وقد فسَّره ابن عباس وابن عمر فقالا: وايم الله إن كان المقتول لأشدَّ الرجلين، ولكن منعه التَّحرُّج أن يبسط يده إلى أخيه (٢). وروي: أنه قتله غيلة.

قوله تعالى: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ﴾ [المائدة: ٣٠] واختلفوا في معناه على أقوال:

أحدها: أنَّ معناه تابعت، قاله ابن عباس.

والثاني: شجعته، قاله مجاهد.

والثالث: زيَّنت، قاله قتادة.

والرابع: رخَّصت، قاله الحسن، واختاره الأخفش.

والخامس: فعلت من الطَّوع، والعرب تقول طاع لهذه الظبية أصولُ هذا الشجر، حكاه الزجَّاج عن المبرِّد (٣).

وقال السُّديُّ: جاءه إبليس فحرَّضه على قتله.

واختلفوا في كيفيَّة قتله على أقوال:

أحدها: أنَّه أتاه وهو نائم فلم يدر كيف يقتله، فَتمَثَّلَ له إبليس وأخذ طيرًا فوضع رأسه على حجر ثم شدخ رأسه بحجر آخر، وقابيل ينظر إليه، فعلَّمه القتل، ففعل بهابيل كذلك، قاله ابن جريج.

والثاني: أنه رماه بالحجارة حتَّى قتله، قاله ابن عباس.

والثالث: أنه رضخ رأسه بصخرة، رواه مجاهد عن ابن عباس.

والرابع: أنه اغتاله فقتله، قاله الربيع (٤).

واختلفوا في موضع مصرعه على أقوال:


(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٩٢.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ١٩١.
(٣) انظر "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ١٦٧. وانظر هذه الأقوال في "زاد المسير" ٢/ ٣٣٧.
(٤) انظر تفسير الطبري (١١٧٤٦ - ١١٧٥١).