للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نَجَوْتِ مِنْ حَلٍّ ومِنْ رِحْلةٍ … يا ناقُ إنْ أدْنَيتِني مِنْ قُثَمْ

إنَّكِ إنَّ ابْلَغْتِنِيهِ غدًا … عاشَ لنا اليُسْر (١) وماتَ العَدَمْ

في باعِهِ طُولٌ وفي وجهِهِ … نورٌ (٢) وفي العِرْنِينِ (٣) منه شَمَمْ

لم يَدْرِ ما "لا" وبلى قد دَرَى … فعافَها واعْتاضَ عنها نَعَمْ (٤)

أَصَمُّ عن قِيلِ الخَنا سمعُهُ … وما عنِ الخيرِ به مِنْ صَمَمْ

وكان لقُثَم هذا ابنٌ اسمُه محمد، وَليَ اليمامةَ ومكَّةَ لأبي جعفر.

وجاء أعرابيٌّ إلى قُثَم بن العباس بن عُبيد الله بن عباس فقال:

يا قُثَمَ الخيرِ جُزِيتَ الجَنَّهْ … اُكْسُ بُنَيَّاتي وأُمَّهُنَّهْ

فقال له: ما أفعل. فقال:

واللهِ واللهِ لتَفْعَلَنَّهْ

فقال: واللهِ لأَبَرَّنَّ قَسَمَكَ. فأعطاه عَشَرَةَ آلاف درهم (٥).

وكان لعُبيد الله بن العبَّاس ولد اسمه حسين (٦)؛ أُمّه أسماء (٧)، وكان جَوادًا فقيهًا، حُمِلَ عنه الحديث، ومات في سنة إحدى وأربعين ومئة، وكان يقولُ الشعر، وقيل: كان يُضَعَّفُ في الحديث (٨).


= "الأغاني" ٩/ ١٦٩، و"الحماسة البصرية" ١/ ١٢٣ - ١٢٤، وجاء اسم الشاعر في المصادر الثلاثة الأخيرة: داود بن سَلْم، وهو المحواب.
(١) في (ب) و (خ): البرُّ. والمثبت من "أنساب الأشراف" ٣/ ٦٧ - ٦٨، والحماسة البصرية ١/ ١٢٤، ورواية الأبيات أقرب إليهما.
(٢) في (ب) و (خ): تم. والمثبت من المصدرين السابقين
(٣) هو عِرْنِين الأنف تحت مجتمع الحاجبين.
(٤) وقع في (ب) و (خ): بنعم. وإجمالًا فإن الأبيات لم تجوَّد فيهما، ولم أذكر كل التحريفات فيها لئلا تطول الحواشي بلا فائدة.
(٥) ينظر "نسب قريش" ص ٣٣، و"أنساب الأشراف" ٣/ ٦٨. والخبر بنحوه في "تاريخ بغداد" ١٥/ ٣٢٠ (في ترجمة معن بن زائدة).
(٦) كذا قال المؤلف (أو المختصر) وإنما حُسين من ولده، وهو حسين بن عَبد الله بن عُبيد الله بن العباس. ينظر "طبقات" ابن سعد ٧/ ٤٧٢، و"أنساب الأشراف" ٣/ ٦٩. وسلف ذكره قريبًا.
(٧) في (ب) و (خ): أبو أسماء، والتصويب من المصدرين السالفين، وهي أسماء بنتُ عَبد الله بن العباس.
(٨) قال ابن سعد ٧/ ٤٧٢: كان كثير الحديث، ولم أرهم يحتجون بحديثه.