كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الستون - أم سنان المذحجية - ج: 8 - ص: 98

وأما عبدُ الله، فكان ضعيفًا، ولقبُه: مُبَقَّت (١)] ولا عقبَ له من الذكور.

[وقال ابن عساكر:] (٢) وكنيتُه أبو الخير، وقيل: أبو سليمان، وكان يضعَّف في عقله.

وأختُه هند بنت معاوية. وأمُّ عبد الرحمن وعبد الله وهند: فاختة (٣) بنت قَرَظَة بن عَبْد عَمرو بن نوفل بن عبد مناف. غزت فاختة مع معاوية قبرس سنة ثمان وعشرين، أو خمس وعشرين، وماتَتْ هناك (٤).

وقيل: إن التي ماتت هناك كَنُود ابنة قَرَظة أختُ فاختة (٥).

قال الطبري (٦): مات عبد الرحمن صغيرًا.

ويزيد أمُّه ميسون بنت [بَحْدَل بن أُنَيف بن] دَلْجَة بن قُنافة بن عديّ بن زهير بن حارثة بن جناب الكلبيّ، ولَدَتْ له يزيد وابنةً يقال لها: أَمَةُ رَبِّ المشارق، فماتت صغيرة.

رَوَتْ ميسون عن معاوية الحديث، وروى عنها محمد بن عليّ، وكانت لبيبة، وهي التي دخل عليها خَصِيٌّ، فاستترَتْ منه (٧).

[قال البلاذُري: أم يزيد اسمها ميسون بنت بَحْدَل بن أُنَيف] (٨) كلبيّة، حُملت إلى معاوية من البادية، فأسكنها الخضراء (٩) بدمشق، فأقامت عنده مُدَيدَةً، فَحنَّتْ إلى وطنها، فقالت [تتذكَّر الزمنَ الماضي بهذه الأبيات]:

لَلُبْسُ عباءةٍ وتقرَّ عيني … أحبُّ إليَّ من لُبْس الشُّفوفِ

---

(١) وزن، معظَّم، أي: أحمق (كما في القاموس). ووقع في هذا الموضع من النسخ الثلاث سقط واضطراب. واستدركتُ ما بين حاصرتين من "المعارف" ص ٣٥٠ ليستقيم الكلام، وتحرف فيه لفظة: مبقَّت، إلى: منقب، وتحرف في "طبقات" ابن سعد ٦/ ١٥ إلى: مبقث. وينظر "أنساب الأشراف" ٤/ ٣١٥، و"تاريخ دمشق" ٣٩/ ١٥٦ (ترجمة عبد الله بن معاوية) و ٤٢/ ٩ (ترجمة عبد الرحمن بن معاوية).
(٢) ما بين حاصرتين من (م)، والكلام في "تاريخ دمشق" ٣٩/ ١٥٦ (ترجمة عبد الله بن معاوية) بنحوه.
(٣) في (ب) و (خ): وفاختة، وهو خطأ، والكلام ليس في (م).
(٤) تاريخ دمشق ص ٢٦٦ (تراجم النساء - طبعة مجمع دمشق).
(٥) تاريخ الطبري ٥/ ٣٢٩، وتاريخ دمشق ص ٣١٨ (تراجم النساء).
(٦) في "تاريخه" ٥/ ٣٢٩.
(٧) تاريخ دمشق ص ٣٩٧ (تراجم النساء).
(٨) ما بين حاصرتين استدركتُه من (م) (على بعض تحريف فيه) وجاء فيها في ترجمة مختصرة لها. ولم أقف عليه عند البلاذُري في "أنساب الأشراف". وهو بنحوه في "مختصر تاريخ دمشق" ص ٤٠١ (تراجم النساء).
(٩) أي: قصر الإمارة.