للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا رَمْلَة بنتُ معاوية؛ [فقال البلاذُري (١):] أمُّها كَنُود بنتُ قَرَظة [أخت فاختة.

قال ابن عساكر (٢):] وكانت لها دار بدمشق في طرف زقاق الرمان، وطاحونة معروفة إلى هلمَّ جَرًّا، وشهدَتْ وفاةَ أبيها معاوية، وتزوَّجت عمرو بن عثمان بن عفَّان، فولدَتْ له خالدًا وعثمان.

واشتكى عمرو بالمدينة، فكان عُوَّاده يدخلون عليه ويخرجون، ويتخلَّف عنده مروان، فيُطيل، فأنكرَتْ رَمْلَةُ ذلك، فخرقَتْ كُوَّةً، وتسمَّعت عليه يومًا، فإذا مروان يقول لعمرو: ما أخذَ معاوية الخلافة إلا باسم أبيك، فما يمنعُكَ من النهوض إلى حقِّك؟ فلنحن أكثرُ رجالًا منهم، منّا فلان، ومنهم فلان، حتى عَدَّ رجال بني حرب، ورجال بني أبي العاص (٣)، وعَدَّ ابْنَيها في رجال أبي العاص.

ثم إنَّ عمرًا بَرِئَ وخرجَ إلى الحجّ، وخرجَتْ رَمْلَةُ إلى الشام، فدخلت على أبيها، فقال: واسَوْأتاه! أتُطَلَّقُ الحرَّة؟! فقالت: ما طلَّقني، وإنما كان من الأمر كذا وكذا، فما زال مروان يعدُّ رجال بني العاص حتى عدَّ ابنيَّ خالدًا وعثمان، فتمنَّيتُ موتَهما.

فكتب معاويةُ إلى مروان:

أواضعُ رِجْلٍ فوق أُخرى تَعُدُّنا … عديدَ الحصى ما إنْ تزالُ تُكاثرُ

وأُمُّكمُ تُزْجي تُؤَامًا (٤) لِبَعْلِها … وأُمُّ أخيكم نَزْرَةُ الوُلْدِ عاقرُ؟!

ثم عدلَ مروان عن المدينة.

وكتب إليه (٥):

تُفاخرني بكثرتها قُرَيطٌ (٦) … وقَبْلَكَ طالتِ الحَجَلَ الصُّقورُ


(١) في "أنساب الأشراف" ٤/ ٣١٦.
(٢) في "تاريخ دمشق" ص ٩٥ (تراجم النساء). والكلام بين حاصرتين من (م).
(٣) في (ب) و (خ) رجال إلى حرب، ورجال إلى أبي العاص، والصواب ما أثبتُّه، ولم يرد الكلام في (م). وينظر "تاريخ دمشق" ص ٩٦ (تراجم النساء).
(٤) جمع تَوْأَم، أي: تسوق توائم ....
(٥) أي: معاويةُ. وسياق الكلام يوهم أن الكاتب مروان.
(٦) في "القاموس": القُروط، بالضم: بطون من بني كلاب، وهم إخوة: قُرط وقَرِيط وقُرَيط.