للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هُذَيل (١)، وعبد الله بن خازم السّلميّ، وغيرُهم من أشراف البصرة وأعيانِها وفرسانِها، وكانوا في ألف (٢)، وقيل: في ستة آلاف؛ أمرَ يزيد بنُ معاوية عُبيدَ الله بنَ زياد بانتخابهم، وكان سَلْم يحبُّ الفرسان وينتخبُهم لأجل الجهاد، وكان ممَّن انتخب حنظلةُ بن عَرَادة (٣)، وكان من الوجوه، فسأل عُبيد الله بنُ زياد أخاه سَلْمًا أَن يَدَعه له، فقال سَلْم: خَيِّرْه، فإن اختارَك تركتُه. فاختارَ حنظلةُ سَلْمَ بنَ زياد، فخرج معه، وخرج معه أيضًا صِلَةُ بن أَشْيَم العدويّ، وكان قد توقَّف، فرأى في منامه قائلًا يقول له: اُخرجْ، فإنك تُفلح وتَنجح وتَربح. فخرج، فأضافه سَلْم إلى أخيه يزيد بن زياد، فسار إلى سِجِسْتان.

وأخرج سَلْم معه امرأتَه أمَّ محمد بنتَ عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفيّ، وهي أوَّلُ امرأةٍ من العرب قُطع بها النهر.

وكان أمراء خُراسان يغزون في الصيف، فإذا دخل الشتاء قفلوا من غزوهم إلى مَرْو الشاهجان، فإذا انصرف المسلمون اجتمع ملوك الصُّغْد في مدينة مما يلي خُوارزم يتشاورُون في أمر غزو المسلمين، وكان المسلمون يسألون ملُوكهم أن يغزوا تلك المدينة، ولا يأذنون لهم في غزوها، فلما غزا سَلْم شَتَّى في [بعض] مغازيه، فسأل المهلَّبُ بنُ أبي صُفْرة سَلْمَ بنَ زياد أن يأذنَ له في غَزْو تلك المدينة، فأَذِنَ له، فسار في أربعة آلاف (٤)، فقاتلَهم، فسألُوه الصُّلح على عشرين ألفَ ألفِ درهم، فصالحهم، وأخذ منهم عَرُوضًا من دقيق ودوابَّ ومتاع يساوي خمسين ألف ألف، فَحَظِيَ بها عند سَلْم، وبعثَ به إلى يزيد مع مَرْزُبان مَرْو.

وغزا سَلْم الصُّغْد؛ سَمَرْقَنْد ونواحيها وبُخارى، فغنم. وولدت أمُّ محمد بنتُ عبد الله من سَلْم ابنًا، فسمَّاه صُغْديّ.


(١) في النسختين (ب) و (خ): ويحيى بن أبي بكر الهمداني وأبي حليف هذيل! والمثبت من "تاريخ الطبري" ٥/ ٤٧٢، و"الكامل" ٤/ ٩٦. ويحيى بن يعمر العَدْواني من أئمة القراءة والنحو.
ينظر "معرفة القراء الكبار" ١/ ١٦٢، و "بغية الوعاة" ٢/ ٣٤٥.
(٢) في "تاريخ الطبري" ٥/ ٤٧٢، و"الكامل" ٤/ ٩٦: ألفين.
(٣) تحرف في (ب) و (خ) إلى: عبادة.
(٤) في المصدرين السابقين: ستة آلاف، ويقال: أربعة آلاف. وما سلف بين حاصرتين منهما.