للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرابع (١): كان طولها ألفي ذراع، وعرضها ست مئة ذراع، ذكره جدي في "التبصرة" (٢).

والقول الأوَّل حكاه كعب عن التَّوراة، وزاد فيه: أوحى الله إلى نوح أن اصنع الفلك وطوله ثلاث مئة ذراع، وارتفاعه ثلاثة وثلاثون ذراعًا وعرضه خمسون. وليكن بابها في عرضها، واركب أنت وامرأتك وبنوك وكنائنك، ومن كلِّ شيء من اللَّحم زوجان ذكر وأنثى، فإني مُنزل المطر على الأرض أربعين يومًا وليلة، فأُتلف كلَّ شيء على وجه الأرض، واعمل تابوتًا من عود الشمشار واجعل فيه جسد آدم، واحمل معك زاد سنة. ففعل نوح ذلك. وأرسل الله الطوفان على الأرض في سنة ست مئة من عمر نوح، في ستة عشر يومًا من الشهر الثاني، ولبث في الماء مئة وخمسين يومًا. ثم أرسل الله ريحًا فغشيت الأرض، فسكن الماء وانسدت ينابيع الأرض وعيون القطر وميازيب السماء، واستقرّت السفينة في الشهر السّادس على جبل قردا. هذا نصُّ التوراة (٣).

وذكر في التوراة: أنه جعلها ثلاث طبقات، فكان هو ومن معه من بني آدم في الطبقة العليا، وفي الوسطى الأنعام والدَّواب والطيور، وفي السفلى الوحوش والسباع والبهائم والهوام، وكانت مطبقة.

واختلفوا في عدد من ركب فيها على أقوال:

أحدها: أنهم كانوا ثمانين رجلًا معهم أهلوهم، قاله ابن عباس.

والثاني: أربعين رجلًا وأربعين امرأة، قاله مقاتل.

والثالث: سبعين رجلًا ونوح وأولاده الثلاثة وكنائنه.

والرابع: كانوا ثمانين، وبنوه الثلاثة ونساؤهم، قاله ابن عباس.

والخامس: كانوا ثلاثين رجلًا، قاله ابن عباس أيضًا.


(١) كذا جاء في الأصول الخطية دون ذكر الثالث، وقد ذكر في طول السفينة وعرضها أقوال أخرى، انظر "البداية والنهاية" ١/ ١١٠.
(٢) "التبصرة" ١/ ٦٥، وانظر "تاريخ الطبري" ١/ ١٨١ - ١٨٢.
(٣) النقل من "المعارف" ص ٢٢، وانظر "سفر التكوين" الإصحاح السادس والسابع.