للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا يومُك الماضي عليك بعائدٍ … ولا يومُك الآتي به أنت واثقُ

وقال (١):

أُلامُ على نَجْدٍ وأبكي صبابةً … رُوَيدَكَ يا دمعي ويا عاذِلي رِفْقا

فلي بالحِمى مَنْ لا أُطِيقُ فِراقَهُ … به يَسْعَدُ الواشي ولكنْ به أشقى

إذا لم يَدَعْ مني هواه وهجرُه (٢) … سوى رَمَقٍ يا أهل نَجْدٍ فكم أبقى

ولولا الهوى ما رقَّ للناس جانبي … ولا رضيَ الواشون منّي بما ألقَى (٣)

وقال:

يا صَرْخَةَ البَينِ كم فَتَّتِّ من كَبِدٍ … ويا منادي فراقٍ كم تُنادينا

ويا غُرابُ بِشَتِّ الشَّمْلِ تُخبِرُنا … فارَقْتَ إلْفَكَ كم بالبَين تَنْعِينا (٤)

أقولُ للرَّبْع إذْ طال الوقوفُ به … ما بالُ أطلالِ ليلى لا تُحيِّينا

لولا اللَّوَى ما لَوَى قلبي الغرامُ ولا … أضحي فؤادي بوادي الحُزْن محزونا

واللهِ ما طلَبَتْ أرواحُنا بَدَلًا … عنكُمْ ولا انصرَفَتْ منّا أمانينا

إنَّ الزمانَ الذي قد كان يُضْحِكُنا … أُنْسًا بقربكُمُ قد عاد يُبْكِينا

أذَاقَنا فَقْدُ مَنْ كُنَّا نُسَرُّ به … يُميتُنا في الهوى طَوْرًا ويُحْيِينا

وقال:

ما حرَّم اللهُ شُرْبَ الخمرِ من عَبَثٍ … منه ولكنْ لِسِرٍّ مُودَعٍ فيها

لمَّا رأى الناسَ أمْسَوْا مُغْرَمين بها … وكلَّ معنًى حَوَوْهُ من معانيها

أوْحَى بتحريمها خَوْفًا عليه بأنْ … يُضْحُوْا لها سُجَّدًا من دونِ باريها] (٥)


(١) نسب ياقوت الأبيات الأربعة الآتية (مع بيت خامس) في "معجم الأدباء" ١٧/ ٢٦١ لمحمد بن أحمد الأَبِيوَرْدِي، وهي في "ديوانه" ٢/ ٢٢٧.
(٢) في المصدرين السابقين: نواه وحبُّه.
(٣) في المصدرين السابقين: ولا رَضِيَتْ مني (وفي الديوان: منكم) قريش بما ألقى.
(٤) كذا لضرورة الشعر، والجادة: تنعانا.
(٥) الأبيات الواقعة بين حاصرتين (يعني من قوله: اسقني شربة … إلى هذا الموضع) من النسخة (م). وفي نسبة هذا الشعر إلى يزيد نظر.