للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنه:

أمِنْ شَرْبةٍ من ماء كرمٍ شربتُها … غضبتَ عليَّ؟ الآن طابَ لي السُّكْرُ

سأشْربُ فاغضبْ لا رضيتَ، كلاهما … حبيبٌ إلى قلبي عقوقُك والخمرُ (١)

ومنه:

زائرٌ نَمَّ عليه حُسْنُهُ … كيف يُخفي الليلُ بدرًا طَلَعَا

رصدَ الخَلْوةَ حتى أمْكَنَتْ … ورَعَى العاذلَ حتى هَجَعَا

كابدَ الأهوال في زَوْرَتِهِ … ثمَّ ما سلَّم حتى ودَّعا (٢)

ومنه:

قد شربنا المُدامَ من كفِّ ساقٍ … ناعسِ الطَّرْفِ ناعمِ الأطرافِ

بين ليلى ذوائبٌ وظلام … وصباحَي سوالفٍ وسُلافِ

ومنه:

أقولُ لعيني حين جادَتْ بدمعها (٣) … وإنسانُها في لُجَّةِ الدمعِ يغرقُ

خُذي بنصيبٍ من محاسن وجهِها … ذَرِي (٤) الدمعَ لليومِ الذي نتفرَّقُ

ومنه:

مستوقفي بين ذلِّ الصَّدِّ والمللِ … لم يبق لي منكَ إلا لذَّةُ الأملِ

لا تَرْحَلَنَّ فما أبْقَيتَ من جَلَدِي … ما أستطيعُ به توديعَ مُرْتَحِلِ

ولا من الغَمْضِ ما أقري الخيال به … ولا من الدمع ما أبكي على طَلَلِ (٥)

ومنه:

لَيلِي ولَيلَى نَفَى نَوْمي اختلافَهما … حتى لقد صيَّراني في الهوى مَثَلا


(١) فوات الوفيات ٤/ ٣٣٣. ونقل ابنُ قتيبة في "عيون الأخبار" ٣/ ٩٣ عن الأصمعي أن أعرابيًّا عاتب ابنَه في شرب النبيذ، فلم يُعْتِب، وقال البيتين.
(٢) أورد ابن خَلّكان الأبيات (باختلاف يسير) مع بيت رابع في "وفيات الأعيان" ٣/ ٣٥٠ في ترجمة العكَوَّك أبي الحسن علي بن جبلة، وذكر أنها من مشهور شعره. ونسبها ياقوت في "معجم الأدباء" ١٧/ ١٢٣ لمحمد بن أحمد الهاشمي.
(٣) في "الحماسة البصرية" ٢/ ١٤٥: بمائها.
(٤) في المصدر السابق: دعي.
(٥) جاءت الأبيات الثلاثة في "يتيمة الدهر" ٣/ ٤٤٨ ضمن قصيدة لأبي إبراهيم إسماعيل بن أحمد الشاشي.