للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأشتر ينادي: يا شرطةَ الله، هؤلاء قَتَلَةُ أولادِ رسولِ الله ، إليَّ إليَّ. وهم يحملون ويقولون: لبيك لبَّيك، وحملُوا على أهل الشام، فأزالوهم عن مواقعهم.

وأنزلَ الله نصرَه على ابنِ الأشتر، فانهزم أهلُ الشام، وملكوا أكتافهم، وقُتل ابنُ زياد، وابنُ نُمير، وشُرحبيل بن ذي الكَلاع، وادَّعى قَتْلَه ثلاثة: سفيان بن يزيد بن المغفَّل الأزدي، وورقاء بنُ عازب الأسدي، وعبد الله (١) بن زهير السُّلمي.

وقُتل أعيانُ أهل الشام، وانهزم عُمير بنُ الحُباب، وبعث إلى ابنِ الأشتر يقول: أجيئك؟ قال: لا، حتى تسكنَ فورة شُرطة الله، فإني أخافُ أن يقتلوك.

وكان من غرق في الخازِر من أهل الشام أكثرَ ممَّن قُتل وأُسر (٢).

واختلفوا في قاتل ابنِ زياد على أقوال:

أحدُها: أنَّ إبراهيم بنَ الأشتر قتلَه؛ فحكى هشام عن أبي مِخْنَف قال: قال إبراهيم بنُ الأشتر: قتلتُ رجلًا وجدتُ منه رائحة المسك، شرَّقَتْ يداه، وغرَّبَتْ رِجْلاه تحت راية منفردة على شاطئ نهر خازِر، فالتمسوه، فإذا هو عُبيد الله بنُ زياد قتيلًا؛ ضربَه إبراهيم، فقدَّه نصفين.

والثاني: شريك بن جرير (٣) التغلبيّ؛ قال الطبريّ: حدَّثني عبد الله بن أحمد بإسناده عن الحسن بن كثير قال: كان شريك بن جرير (٤) التغلبي مع عليّ في حروبه، فأصيبت إحدى عينيه معه يوم صفِّين، فلما قُتل علي لحقَ ببيت المقدس، فأقام به، فلما قُتل الحُسين قال: أُعاهد الله تعالى لئن خرج طالبٌ (٥) يطلب دم الحسين لأقتُلَنَّ ابنَ الزانية، أو لأموتنَّ دونَه.


(١) في "تاريخ الطبري" ٦/ ٩١: عُبيد الله.
(٢) ينظر ما سلف في هذا الخبر: أنساب الأشراف ٦/ ٧٧ - ٧٩، وتاريخ الطبري ٦/ ٨٦ - ٩٠.
(٣) في (ص): حريز، وفي "تاريخ الطبري" ٦/ ٩٠: حدير. وسلف ذكر شريك هذا ص ٤٠٦ في خبر قَتْل الحُصين بن نُمير.
(٤) في "تاريخ الطبري" ٦/ ٩٠: حدير.
(٥) في (أ) و (ب) و (خ) و (ص): طالبًا. والمثبت من (م) وهو الجادَّة.