للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال علماء السِّير: لما هلكوا قال صالح لمن آمن معه: إنَّ هذه دار سخط فاظعنوا بناعنها. واختلفوا أي مكان نزل؟

فقال الحسن: نزل بلاد فلسطين وأقام بالرَّملة.

وقال السُّدي: أهلَّ من ساعته بالحج هو ومن آمن معه في العباء القطواني، وركبوا قلائص مخطمة بحبالٍ من ليف، ثم لبُّوا وأتوا مكة، فأقاموا يتعبَّدون حتى ماتوا، فقبورهم غربي الكعبة بين دار الندوة والحجر.

وكذا قال ابن قتيبة (١).

قال: وأقام في قومه عشرين سنة، وتوفي وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وقيل: ابن ثلاث مئة وست وثلاثين سنة، وقد حكاه الخطيب عن ابن عباس، وهو الأظهر (٢).

وأهل التوراة يقولون: لا ذكر لعاد وثمود فيها، وقد كذبوا الله أصدق القائلين.

وقال ابن قتيبة: كان صالح زاهدًا يمشي حافيًا ولا يتخذ حذاء، ولا مأوى له إلا المسجد، وكان مع الناقة أينما توجَّهت (٣). وعيسى بن مريم سلك طريقه في الزُّهد.

ويقال: إن دانيال الأكبر الذي حفر دجلة والفرات كان بين نوح وإبراهيم، وقيل: في أيام صالح، وقيل: بينه وبين هود، وقيل: بعد الطوفان.

وذكروا أنَّ أنفه كان طوله ذراعًا، وهو الذي وجد المسلمون قبره بالعراق في زمان الفتوح، وسنذكره.

وأمَّا دانيال الأصغر فإنَّه كان في زمان بُخْتَنَصَّر، وسنذكره إن شاء الله تعالى في أيام بُخْتَنَصَّر.

ويقال: إنه كان بين هود وصالح مئة سنة، وبين صالح وإبراهيم ست مئة وثلاثون سنة

* * *


(١) "المعارف" ص ٢٩ - ٣٠.
(٢) انظر تاريخ الطبري ١/ ٢٣٢، والمنتظم ١/ ٢٥٦.
(٣) "المعارف" ص ٢٩.