للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمر؟ قال: نفسُه، ثم دفع إليه كتابَ مُطرّف، فقرأه وقال: إن أنا بعثتُ له بمال وسلاح هل يخفى على الحجاج؟ قال: ما أظن، فقال: والله لئن خَذلتُه في أنفعِ النَّصْرَين له نصر العلانية؛ لا خذلتُه في أيسر النَّصْرين نصر السريرة، ثم بعث له مالًا وسلاحًا، فسار حتى لحقه بأرض أصبهان.

وسار حتى نزل بقُم وقاشان، وأمِنَ، فكتب مع الربيع بن يزيد إلى سويد (١) بن سِرْحان الثَّقَفي وبُكير بن هارون البَجليّ يدعوهم إلى ما خرج لأجله، فأجابوه، وقدموا عليه في نحو من مئة رجل، وأطاعه أهل الريّ وأصبهان وتلك النّواحي.

وكان البَراء بن قَبيصَة عاملَ الحجاج على أصبهان، فكتب إليه: الحق بأصبهان وغيرها، وأخبره الخبر، فكتب إليه: عَسْكِرْ بظاهر أصبهان، وبعث الحجاج الرجال مُقَطَّعين: خمسة وعشرة وعشرين، حتى صار عنده خمس مئة رجل.

وبلغ الحجاج فِعل حمزة بن المغيرة، فكتب إلى قيس بن سعد العِجليّ صاحب شُرطته: أن أوثق حمزة بن المغيرة في الحديد، واحبسه حتى يأتيك أمري، وكتب له بعهده على هَمذان فأوقف العجليُّ حمزةَ على كتاب الحجاج: فقال: سَمْعًا وطاعة افعل، فأوثقه في الحديد وحبسه، وكتب إلى الحجاج يُخبره ويقول: إن رأيتَ أن تأذنَ لي في قتال المُطَرّف فافعل، فلم يجبه الحجاج، وكتب إلى عديّ بن وَتَّاد الإيادي عامل الري: سِرْ إلى قتال مُطَرِّف أنت والبراء (٢) بن قَبِيصَة عامل أصبهان، وأنت الأمير على الناس.

فسار عدي في ثلاثة آلاف من أهل الرَّيّ، وابن قَبِيصَة في ألف، والأكراد وأهل الشام، فصاروا في ستة آلاف مقاتل.

وبلغ مطرّفًا فخندق عليه وعلى أصحابه حين قدموا عليه، وجعل عدي بن وَتّاد على ميمنته عبد الله بن زهير، وعلى الميسرة البراء بن قبيصة فغضب، فبعث على الميسرة عمر بن هُبَيرة، ووقف عَديّ في القلب. وبعث المطرف على ميمنته الحجاج بن جارية، وعلى ميسرته الربيع بن يزيد الأسدي، ونزل هو يمشي في الرجّالة ورايته مع يزيد بن أبي زياد مولى المغيرة، ثم قال مُطَرّف لبُكير بن هارون البَجَليّ: اخرج فادْعُهم إلى كتاب الله وسنة


(١) في (أ) و (ب) و (خ) و (د): فكتب إلى الربيع بن سويد وسويد، وهو خطأ، والمثبت من الطبري ٦/ ٢٩٣.
(٢) في (خ): مطرف وأنت والبراء، وفي النسخ الأخرى: مطرّف والبراء، والمثبت هو الصواب، وينظر الطبري ٦/ ٢٩٥.