للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومعاوية، وإسحاق، وإسماعيل وقُثَم لا بقيَّةَ له، وعباسًا، وأمَّ عَوْن لأمَّهات أولاد شَتّى.

فنذكر أعيان أولاده فنقول:

أما جعفر الأكبر فانقرض عَقِبه.

وأما علي فكان جوادًا، وفيه يقول مُساحِق بن عبد الله بن مَخْرَمة- وقد حمل أهل أبيات من قريش في سُنَيّات خالد: [من الطويل]

أبا حسَن إني رأيتُك واصِلًا … لهلْكى قُريشٍ حين غُيِّر حالُها

سعيتَ بهم سَعيَ الكريمِ ابنِ جعفرٍ … أبيك وهل من غايةٍ لا ينالُها

فما أصبحتْ في ابنَي لؤيٍّ فَقيرةٌ … مُدَفَّعةٌ إلا وأنت ثِمالُها

وكان علي هذا، وعلي بن عبد الله بن عباس، وعلي بن الحسين زين العابدين إذا قَدِموا على الوليد بن عبد الملك يقول لولده العباس بن الوليد: جالسْ عُمومتَك (١).

وأما عون الأكبر فقتل مع الحسين يوم الطّفوف، وكان أبوه عبد الله يحبّه حبًّا شديدًا، فحزن عليه حُزنًا عظيمًا عُرف فيه، ولا بقيَّةَ له.

وأما إسحاق فضربه عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه الحَدّ، فقال له إسحاق: يا عمر، ليس ثَمَّ قرشيّ إلا وقد حُدَّ، أشار إلى عبد العزيز بن مروان، فإنه ضُرب الحدّ.

وولد إسحاق: القاسم بن إسحاق، أمّه أمّ حَكيم بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (٢).

وأما معاوية بن عبد الله بن جعفر فذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة، وأمه أم وَلَد، وكان صديقًا ليزيد بن معاوية خَصيصًا به، ولما سمّاه أبوه عبدُ الله معاويةَ؛ هجره بنو هاشم قاطبةً، فلم يُكلِّمه أحد منهم حتى مات، ولما رأى ذلك معاوية بن عبد الله وُلد له ولدٌ، فسمّاه يزيد محبةً ليزيد بن معاوية.

وكان معاوية وَصيَّ أبيه، وكان بخيلًا، وكان له أولاد منهم: عبد الله الخارج بالكوفة في آخر زمان مروان بن محمد، وجعفر؛ لا بقيَّةَ له، ومحمد، وأمّهم أتم عَون


(١) "أنساب الأشراف" ٢/ ٦٧ - ٦٨، و"التبيين" ١١٨ - ١١٩، و"تاريخ دمشق" ٥١/ ١١ - ١٢. قوله: ثِمالُها أي: ملجأها.
(٢) "المعارف" ٢٠٨، و"أنساب الأشراف" ٢/ ٧٠.