للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقال المدائني أيضًا عن] سُليم مولى عبيد الله: ختمتُ بخاتمي هذا على أربعين ألف ألفِ درهم، فما حال الحول وفي بيت مال عُبيد الله منها درهم (١).

[وحكى المعافى بن زكريا بمعناه فقال:] دخل عبيد الله على الحجاج وفي يده خاتم فقال: يا عُبيد الله، كم ختمتَ بخاتمك هذا؟ فقال: على ثلاثين ألف ألف درهم، قال: ففيم أنفقتَها؟ قال: على تزويج العقائل، والمكافأة بالصّنائع.

[وحكى ابن عساكر، عن] محمد بن سلام قال (٢): اشترى عبيد الله جارية نفيسةً بمال عظيم، فلم يجد دابّةً يحملها عليها، وإذا برجل على دابة، فنزل وقال لعبيد الله: احملها عليها، فقال له عبيد الله: احملها إلى منزلك فهي لك.

[قال:] وكان عبيد الله يُنفِق على جيرانه، أربعين دارًا عن يمينه، وأربعين عن شماله، وأربعين خلفه، وأربعين أمامه، يبعث إليهم بالطعام والكسوة والأضاحي، ويزوّج منهم مَن طلب التزويج.

وكان يقول: موتُ الوالد مِلكٌ حادث، وموت الولد صَدع في الفؤاد لا يَنجبر أبدًا، وموت الأخ قَصُّ الجناح، وموت المرأة عرسٌ جديد (٣).

وحكى القاضي التنوخي في كتاب "الفرج بعد الشدة"، عن رجل من أهل الكوفة، أنه ضاق به الحال (٤) حتى نقض منزله، وباع خَشَبه، وفقد القوت، فخرج على حمار إلى البصرة، فصادف مَوْكبًا فدخل في غمارهم، فجاء صاحب المَوْكب فنزل في داره، قال الرجل: ونزلتُ معهم، فدعا بطيب فغَلَفَهم بالغالية وغَلَفني معهم، ودعا بسَفَط ففتحه وأخرج منه أكياسًا؛ في كلّ كيسٍ ألف درهم، فبدأ بيمينه ففرَّق على الحاضرين، حتى انتهى إليّ فأعطاني كيسًا، ثم دار الدّور عليّ فأعطاني كيسًا آخر، ودار الدور


(١) "أنساب الأشراف" ١/ ٥٩٨.
(٢) في "تاريخ دمشق" ٤٤/ ٤٤٠: عن محمد بن سلام، عن مؤرج قال. اهـ. والخبر الذي قبله فيه ٤٣٨.
(٣) الخبران في "تاريخ دمشق" ٤٤/ ٤٤٢، ٤٣٨ - ٤٣٩ (على الترتيب).
(٤) في (أ) و (ب) و (خ) و (د): وضاق برجل من أهل الكوفة الحال، والمثبت من (ص). والخبر في "الفرج بعد الشدة" ٢/ ٢٨، ونقله عنه ابن الجوزي في "المنتظم" ٦/ ٢٢١.