للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أباه عليًّا رضوان الله عليه كان بين يديه درع فقال: ينبغي أن يُقَصَّر هذا الدرع من هذا المكان، فأخذه محمد فشرطه بيده من ذلك الموضع (١).

[وقال الهيثم:] كان من عقلاء الناس [وأجوادهم]، معتزلًا للفتن وما الناس فيه من طلب الدنيا، وكانت القلوب مائلة إليه.

[وقال ابن سعد: كان محمد حاملَ راية أبيه يوم صفّين] (٢).

وكان المختار يدعو إليه ويقول: إنه المهديّ، وهذا مذهب الكَيسانيّة؛ وهم طائفة من الشيعة من أصحاب المختار، وكان المختار يُلَقَّب بكَيسان، وقيل: الكيسانية أصحاب كيسان مولى علي ، وقيل: كان تلميذَ محمد بن الحنفية، وأما المختارية فأصحاب المختار، وجماعة منهم يزعمون أن محمد بن الحنفية بجبل رَضْوى في شعب منه مقيم لم يمت، دخل إليه ومعه أربعون من أصحابه، فلم يُوقف لهم على خبر، وأنهم أحياء يُرزَقون، وممن كان يذهب إلى هذا المذهب كُثَيِّر عَزَّة، والسيِّد الحِميريَّ، ولهما فيه أشعار كثيرة (٣).

قال كُثَيّر (٤): [من الوافر]

ألا إن الأئمّةَ من قُريشٍ … وُلاةُ الأمرِ أربعةٌ سَواءُ

عليٌّ والثلاثةُ من بَنيهِ … هم الأسباطُ ليس بهم خَفاءُ

فسِبطٌ سِبطُ إيمان وبِرٍّ … وسِبطٌ غيَّبَتْهُ كَربَلاءُ

وسبطٌ لا يذوقُ الموتَ حتى … يَقودَ الخيلَ يَقْدُمُها اللِّواءُ

يَغيبُ فلا يُرى فيهم زمانًا … برَضوَى عنده عَسَلٌ وماءُ

ومنهم من يقول: إنه برَضْوى مقيم بين أسد ونمر، وعنده عينان نضَّاختان تجريان عسلًا وماءً، وأنه يرجع إلى الدنيا فيملؤها عدلًا كما مُلئت جَورًا، ومن أشعار السيِّد الحِميَريّ، وهو إسماعيل بن محمد: [من الوافر]


(١) "التبيين" ١٣٥ - ١٣٦.
(٢) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٩٥.
(٣) انظر "الملل والنحل" ١/ ٢٠٠.
(٤) ديوانه ص ٣٧.