للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألا قلْ للإمامِ فَدَتْكَ نَفسي … أطلْتَ بذلك الجبلِ المُقاما

أضرَّ بمعشَرٍ والوْكَ منّا … وسَمَّوك الخليفةَ والإماما

وعادوا أهلَ هذي الأرضِ طُرًّا … مُقامُك فيهمُ ستّين عاما

وما ذاق ابنُ خَولَةَ طَعْمَ مَوْتٍ … ولا وارتْ له أرضٌ عِظاما

لقد أمسى بمَوْرِقِ شِعْبِ رَضْوى … تُراجعهُ الملائكةُ الكلاما

هدانا الله إذ حِرْنا لأمرٍ … به ولدَيه نَلْتَمِسُ التّماما

وقال السيّد أيضًا: [من الكامل]

يا شِعْبَ رَضْوى ما لمَن بك لا يُرى … وبنا إليه من الصَّبابةِ أوْلَقُ

حتّى متى وإلى متى وكم المدى … يا ابن الوَصِيِّ وأنت حيٌّ تُرزَقُ (١)

قال ابن سعد: جاء رجل إلى ابن الحنفيّة، فسلم عليه وقال: كيف أنتم؟ فقال محمد: إنما مَثَلُنا في هذه الأمة مثل بني إسرائيل في آل فرعون، كان يُذَبِّح أبناءهم، ويَستحيي نساءهم، وإن هؤلاء يُذَبِّحون أبناءنا، ويَنكحون نساءنا بغير أمرنا (٢).

وكان محمد يقول: ليس بحكيم مَن لم يعاشر بالمعروف مَن لم يجد من معاشرته بُدًّا، حتى يجعل الله له فَرَجًا ومَخْرجًا.

[وروى ابن أبي الدنيا عنه أنه] قال: مَن كَرُمَتْ نفسُه عليه؛ لم يكن للدنيا عنده قَدْر.

وقال: إن الله جعل الجنةَ ثَمنًا لأنفسكم، فلا تبيعوها بغيرها.

وقال: كلُّ ما لا يُبتَغى به وَجهُ الله يَضْمَحل (٣).

[وروى أبو نعيم أيضًا بإسناده إلى] علي بن الحسين قال: كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدَّدُه ويتوعَّدُه، ويحلف أنه يبعث إليه مئة ألف في البحر، ومئة ألف في البر، أو يُؤّدي إليه الجِزية، فسقط في ذَرْعه، وكتب إلى الحجاج: أن اكتُب إلى ابن الحنفيّة فتوعَّدْه وتَهَدَّدْه، ثم أخبرني بما يَرُدُّ عليك، فكتب الحجاج إليه يتوعَّده بالقتل، فكتب إليه ابن الحنفية. إن لله في كل يوم إلى خلقه ثلاث مئة وستين [لحظة،


(١) الأشعار الثلاثة في "تاريخ دمشق" ٦٣/ ٣٥١ - ٣٥٢، و"السير" ٤/ ١٢٢ - ١١٣، وفي حواشيهما فضل تخريج.
(٢) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٩٦.
(٣) "حلية الأولياء" ٣/ ١٧٥ - ١٧٧، و"التبيين " ١٣٦، و"المنتظم " ٦/ ٢٢٩، وما بين معكوفات من (ص).