للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جُدَيْع بن يزيد، ومرَّ على مَرْو الرُّوذ، فنزل عند قبر أبيه، فأقام ثلاثًا، ثم سار إلى هَراة، وأرسل إلى عبد الرحمن بن العباس يقول: قد جَبَيتَ وأخذتَ وأرحْتَ واسترحتَ، وإن أردتَ زيادةً زِدناك، فاخرج فوالله ما أحبّ قتالكَ.

ودسَّ عبد الرحمن إلى جيش يزيد يدعوهم إلى نفسه، فأخبروه، فقال يزيد: جلّ الأمر عن العتاب (١)، أتغدَّى به قبل أن يتعَشَّى بي، وسار إليه، وتقاتل العسكران، ووُضع ليزيد كرسي، وتولّى الحربَ أخوه المفضَّل بن المهلَّب، واقتتلوا، وصبر عبد الرحمن ساعة ثم انكشفوا، فقال يزيد: لا تَتبعوهم، وأخذ ما كان في عسكرهم، وأَسَروا منهم أُسارى.

وأمر يزيد عطاءَ بنَ أبي السَّائب بأن يتولّى أمرَ العسكر وإحصاءَ ما فيه، وكان في الأسرى: محمد بن سعد بن أبي وقاص، وموسى بن عُبيد الله بن مَعْمر التَّيمي، وعيَّاش بن الأسود بن عَوف الزُّهوي، والهِلْقام بن نُعيم، وعبد الله بن فضالة الزهراني، والقعقاع بن مَعْبَد بن زُرارة (٢)، وعبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن خَلَف، في آخرين. فسأله محمد بن سعد وقال: يا يزيد، أسألك بدعوة أبي لأبيك، فأطلقه، والأصح أن الحجاج قتله، وأطلق عبد الرحمن بن طلحة وعبد الله بن فضالة، وبعث بالباقين مع سَمُرة بن مِخْنَف بن المهلَّب (٣) إلى الحجاج، ثم عاد يزيد إلى مَرْو، ومضى عبد الرحمن بن العباس إلى السِّند.

وقال مَعْمَر (٤): إن يزيد لما أراد أن يَبعث الأسرى إلى الحجاج قال له أخوه حَبيب: بأيِّ وجه تَنظر إلى اليَمانية وقد بعثتَ ابنَ طلحة؟! فقال يزيد: هو الحجاج! فقال: وَطِّن


(١) في النسخ: القتال، والتصويب من تاريخ الطبري ٦/ ٣٧٢.
(٢) في (د) زيادة: وعبد الرحمن بن زرارة، هذا والنص في الطبري ٦/ ٣٧٣، و"أنساب الأشراف" ٦/ ٤٦٦: وكان في الأسرى: محمد بن سعد بن أبي وقاص، وعمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر، وعياش بن الأسود بن عوف الزهري، والهلقام بن نعيم بن القعقاع بن معبد بن زرارة، وعبد الرحمن بن طلحة، وعبد الله بن فضالة الزهراني.
(٣) في الطبري ٦/ ٣٧٣: سبرة بن نخف بن أبي صفرة.
(٤) هو ابن المثنى أبو عبيدة، والخبر في الطبري ٦/ ٣٧٩.