للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مَناف.

وكنية عبد الملك: أبو الوليد.

وهو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة [في قول ابن سعد].

وقال ابن سُمَيع: من الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام.

وُلد سنة ست وعشرين في خلافة عثمان بن عفان، وقيل: في سنة خمس وعشرين هو ويزيد بن معاوية، وشهد يوم الدار مع أبيه وهو ابن عشر سنين، وشَتا المسلمون بأرض الروم سنة اثنتين وأربعين، وهو أول مَشْتًى شَتَوه بها، فاستعمل معاوية عبدَ الملك على أهل المدينة، وهو يومئذ ابنُ ست عشرة سنة، فركب البحر بالناس.

[وقال أبو سعيد بن يونس:] وبعثه معاوية في سنة خمسين لغزو البحر، فدخل إفريقية مع معاوية بن حُدَيج وهو ابن أربع أو خمس وعشرين سنة (١).

ذكر طرف من أخباره:

[قال علماء السير:] كان حازمًا لَبيبًا، لا يكل أمرَه إلى غيره، بل يتولى الأمور بنفسه.

[وقال ابن سعد بإسناده عن شيخ من أهل المدينة قال:] جلس معاوية يومًا وعنده عمرو بن العاص، فمرَّ بهما عبد الملك، فقال معاوية: ما آدبَ هذا الفتى وأحسنَ مروءته! فقال عمرو بن العاعن: إنه أخذ بخصال أربع، وترك خصالًا ثلاثًا، قال: وكيف؟ قال: أخذ بأحسن الحديث إذا حدَث، وحسن الاستماع إذا استمع، وحُسْنِ البشْرِ إذا لُقي، وخِفَّة المؤونة إذا خُولف، وتركَ من القول ما يُعتَذر منه، وتركَ مخالطة اللِّئام من الناس، وترك ممازحة من لا يُوثَق بعقله ولا مروءته.

[وقال ابن سعد:] كان عبد الملك قد جالس العلماء والفقهاء وحفظ عنهم، وكان قليل الحديث (٢).


(١) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٢٢١، و "تاريخ دمشق" ٤٣/ ٢٤٤، وما بين معكوفين من (ص).
(٢) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٢٢٢، ٢٢٣، وما بين معكوفين من (ص).