للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختلفوا [في سنّه على] أقوال؛ أحدها ستون سنة، حكاه ابن سعد عن الواقدي، ورواه الواقدي عن أبي مَعْشَر.

والثاني: أنه مات ابن ثمان وخمسين سنة، حكاه الواقدي أيضًا (١).

والثالث: ثلاث وستون سنة، ذكره المدائني (٢).

والرابع: ثلاث وخمسون سنة، حكاه البلاذري (٣).

وقيل: ثلاث وسبعون.

وقال الواقدي: والأوّل أثبت لأنه موافق لمولده، لأنه ولد سنة ست وعشرين.

وأجمع الناس على خلافته في سنة ثلاث وسبعين، وكان قد بويع في سنة خمس وستين، قاتل ابن الزبير فيها تسع سنين، فكانت خلافته من يوم بويع إلى أن مات إحدى وعشرين سنة.

وقال المدائني: كانت خلافته بعد ابن الزبير ثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر وخمسة عشر يومًا، وقيل: ثلاث عشرة سنة وثمانية أشهر.

ذكر خطبة الوليد بعد وفاة أبيه:

[حكى الواقدي عن أشياخه قالوا:] لما رجع الوليد من دَفْن أبيه [خارج باب الجابية] لم يأت منزله، بل أتى جامع دمشق، فصَعِد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنه لا مُقَدِّم لما أخَّر الله، ولا مُؤخَر لما قدَّم الله، وقد كان من قضاء الله وسابقِ علمه وما كتب على أنبيائه وملائكته وحَمَلَةِ عَرْشه الموت، وقد صار أمير المؤمنين إلى منازل الأبرار، وأدّى الحق الذي عليه من إقامة منار الإسلام، وشعار الإيمان، وحج البيت، وغزو الثغور، والشّدَّة على المُرِيب، واللين لأهل الحق، ولم يكن عاجزًا ولا مُفَرِّطًا، فعليكم بالسَّمع والطاعة، ولُزوم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الفرد أو الفَذّ.


(١) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٢٣٢.
(٢) "تاريخ الطبري" ٦/ ٤١٩.
(٣) الذي في "أنساب الأشراف" ٦/ ٣٨٧ أنه توفي ابن ثلاث وستين سنة.