للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قد ذكرنا من أخباره عند بيعة مروان بن الحكم.

ذكر طرف من أخباره:

حكى أبو بكر الصولي أنه كان مولعًا بالكيمياء، وكذا قال جدّي في "المنتظم" لأنه قال:] كان من رجالات قريش، والمعدودين من كبرائهم سماحة وفصاحة وعقلًا، وكان قد شغل نفسه بالكيمياء، فضاع زمانُه (١).

وقيل. إن له في الكيمياء قصيدة طويلة.

وقد أنكر قوم هذا؛ فقال المَرْزُباني: كان خالد أعقل من ذلك، وإنما كان له مال كثير فنسب إلى ذلك، وإلا فهو أجلُّ من أن يُضيع عمره في ما لا محصول له، ويذهب بالمال والدين والعرض، وقد قيل عنه: إنه كان يشتغل بالنجوم.

وقال الشعبي: قدم الحجاج على عبد الملك، فمر بخالد وهو يتبختر في مشيته، فقال رجل لخالد: مَن هذا؟ فقال خالد كالمستهزئ به: هذا عمرو بن العاص، وسمعه الحجاج فالتفت إلى خالد وقال: ما أنا عمرو بن العاص، ولكني ابن الغَطاريف من ثَقيف، ضربتُ بسيفي مئةَ ألف؛ كلَّهم يَشهدون أن أباك وجدَّك في النار، ثم لم أجد لذلك عندك شُكرا إلا أن تستهزئ بي! فقال له خالد:

أما قولك: إنك ابن الغَطاريف؛ فما أنت إلا عبد من عبيد ثقيف من بقايا ثمود، وينتهي نسبُك إلى أبي رِغال، وأما قولك: إنك ضربتَ بسيفك مئة ألف، فما كان سيفك، وإنما كان سيف عبد الملك، وإلا فاذكر طَعنات غزالة في قَفاك وهي على باب القصر في خمسين فارسًا، وأنت في خمسين ألفًا، ثم لك عندي بشارتان، قال: وما هما؟ قال: إخبار رسول الله أنك مُبير، والثانية النار، فوَجَم الحجاج ومضى.

وقال هشام (٢): أمهر الحجاجُ ابنةَ عبد الله بن جعفر سبعين ألف دينار، فزوجه إياها، وبلغ خالدًا، فطرق باب عبد الملك ليلًا، فأذن له فقال: يا أبا يزيد، ما هذا الطُّروق؟ قال: أمر لا يُنتَظرُ له الصّباح، قال: وما هو؟ قال: هل علمتَ أن أحدًا كان


(١) "المنتظم" ٦/ ٢٣٦ وما بين معكوفين من (ص).
(٢) الخبر في "العقد الفريد" ٦/ ١٢٢ عن العتبي، عن أبيه.