للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان إذا جُلس (١) إليه أكثر من أربعة قام، يعني أنَّه كان يخاف الشهرة.

[وروى أبو نعيم، عن الرَّبيع بن أنس، عن أبي العالية] قال: كنتُ أرحل إلى الرجل مسيرة أيام، فأول ما أَتَفَقَّد من أمره صلاته، فإن وجدتُه يُقيمها ويتمّها أقمتُ عنده، وسمعت منه، وإن وجدتُه يُضيّعها رجعتُ ولم أسمع منه، وقلت: هو لغير الصلاة أضيع.

[وروى أبو نعيم أَيضًا، عن عثمان، عن أبي العالية] قال: لا تعمل لغير الله فيَكِلَكَ الله إلى مَن عملتَ له (٢).

وقال الزُّهْرِيّ: هو أول مَن أَذَّن وراء النهر حين دخل خُراسان (٣).

ذكر وفاته:

[روى ابن أبي الدنيا (٤)، عن العباس بن يزيد، عن يعلى بن عبد الرَّحْمَن العَنْبريّ، عن] سيّار بن سلامة قال: دخلتُ على أبي العالية في مرضه الذي مات فيه: كيف أَنْتَ؟ فقال: إنَّ أحبَّه إليّ أحبُّه إلى الله تعالى.

وحكى ابن عساكر عن أبي عبد الله بن خَفيف قال: وقعت الأَكْلَةُ في رجل أبي العالية، فدبّت إلىساقه، فأشاروا عليه بقطعهما [وقالوا: نخاف أن تسري، فقال: اجمعوا حملة القرآن، فاجتمعوا وشرعوا في القراءة، وركبوا المنشار عليها] فقطعوها وهو ساكت، فقالوا له: ما وجدتَ ألمها؟ فقال: شَغَلني بَرْدُ مَحبَّة الله عن حرارة المنشار، ثم أخذ رجله بيده، ورفع رأسه إلى السماء وقال: إن تسألْني يوم القيامة: هل مشيتَ بها منذ أربعين سنة في شيء لم أرضه؟ لقلت: لا، وأنت تعلم أني لصادق (٥).


(١) في (ص): وروى عبد الله بن الإِمام أَحْمد، عن عاصم قال: كان أبو العالية إذا جلس … والخبر في "حلية الأولياء" ٢/ ٢١٨، و"تاريخ دمشق" ٦/ ٢٧٢ من طرق عن عاصم والليث.
(٢) "حلية الأولياء" ٢/ ٢٢٠ وما بين معكوفين من (ص).
(٣) وقع قول الزُّهْرِيّ في (ص) بعد قول الشعبي السالف.
(٤) في (ص) وما بين معكوفين منها: ابن أبي نعيم، والمثبت من "تاريخ دمشق" ٦/ ٢٧٤.
(٥) "تاريخ دمشق" ٦/ ٢٧١، وما بين معكوفين من (ص).