للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهد أنس الحُدَيبية، وخيبر، وعُمرة القضاء، والخندق، والفتح، وحُنينًا، والطائف، وما بعدها من المشاهد مع رسول الله .

وروي عن مولًى لأنس أنَّه قال له: شهدتَ بدرًا؟ فقال: لا أُمَّ لك، وأين غِبْتُ عن بدر؟ وقال محمَّد بن عبد الله الأَنْصَارِيّ: خرج أنس مع رسول الله حين توجّه إلى بدر، وهو غلام يخدم رسول الله (١).

قال المصنف : وعامة الرواة على أنَّه لم يشهد بدرًا ولا أحدًا (٢).

[وقال ابن سعد بإسناده إلى معتمر بن سليمان، عن أَبيه قال: سمعت أنسًا يقول:] ما بقي أحدٌ من صلى إلى القِبلتين غيري.

وقال ابن سعد: كان يصلي حتَّى تتفطَّر قدماه دَمًا.

وكان مجاب الدعوة؛ يدعو فينزل الغيث.

وكان إذا أراد أن يختم القرآن جمع أهله وعياله وولده فيختم بحضرتهم.

وكان إذا خرج إلى قصره صلى على حماره تطوُّعًا، يُومئ إيماءً.

وكان عنده قَدَحٌ من خَشب، فكان يقول: سَقَيتُ النَّبِيّ بهذا القَدَح أكثر من مئة مرة من كل الشراب: الماء واللبن والعسل.

[قال: وقال رسول الله : يَا أَبا عُمير ما فعل النُّغَير]

قال: وكان يقول: ما من ليلة إلَّا وأرى فيها حبيبي، ثم يبكي.

[قال:] واستعمل ابن الزُّبير أنسًا على البصرة، فاستعمل أنس مولاه أنس بن سيرين على البصرة (٣)، فقال له: أتريد أن تجعلني عَشَّارًا؟! فقال له أنس: أفترضى كتابَ عمر بن الخطاب؟ فأخرجه فإذا فيه: أن يأخذوا من تجار المسلمين من كل أربعين درهمًا درهمًا، ومن تجار أهل الحرب من كلّ عشرة دراهم درهمًا.


(١) "طبقات ابن سعد" ٥/ ٣٢٧.
(٢) قال الذهبي في "السير" ٣/ ٣٩٧: لم يعدَّه أصحاب المغازي في البدريِّين لكونه حضرها صبيًّا ما قاتلَ، بل بقي في رِحال الجيش، فهذا وجه الجمع.
(٣) في "طبقات ابن سعد": على الأُبُلَّة. وما بين معكوفين من (ص).