للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها عَزل الوليد بنُ عبد الملك عمر بنَ عبد العزيز عن المدينة.

[واختلفوا في عزله على قولين: أحدهما] أن عمر كتب (١) إلى الوليد يخبره بظُلم الحجّاج، وسفكه الدّماء، وما يفعل بأهل العراق، وخوَّفَه عواقبه، وبلغ الحجاج فحقدها، وكتب إلى الوليد أن مُرَّاق العراق وأهل الشقاق قد التجؤوا إلى المدينة، وذلك وهن، فكتب إليه الوليد أن أَشِرْ عليَّ برجُلَين، فكتب إليه الحجاج أن عليك بخالد بن عبد الله القَسْري، وعثمان بن حَيّان، فولّى عثمان بن حيّان المدينة، وعزل عنها عمر.

[والثاني حكاه الواقديّ قال:] كتب الوليد إلى عمر بن عبد العزيز يقول: اضرب خُبيب بن عبد الله بن الزُّبير خمس مئة سَوط (٢)، وصُبَّ على رأسه قربةً من ماء في يوم بارد، فامتنع، وجاء كتاب الوليد ثانيًا ففعل عمر، فمات خبيب من يومه، فكتب عمر إلى الوليد يَستقيله من الولاية، ولم يزل عمر خائفًا طول عُمُره، وكان إذا مُدِح يقول: وكيف وخُبيب على الطريق ينتظرني؟! وودى عمر خُبيبًا، وأعتق ثلاثين رَقَبة. [وسنذكر خبيبًا.

قال الواقديّ:] وكانت ولاية عمر على المدينة سبع سنين وشهورًا.

ولما كان عمر بالسُّويداء قال لمولاه مُزاحم: أخاف أن أكون ممّن نَفَتْه المدينة.

وكان خروجه منها في شعبان، وقيل: عُزل في سنة أربع وتسعين، واستخلف عليها أَبا بكر بن محمَّد بن عَمرو بن حَرم الأَنْصَارِيّ، حتَّى قدمها عثمان بن حَيَّان للَيلَتين بقيتا من شوال.

واختلفوا فيمن حجَّ بالنَّاس في هذه السنة على أقوال:

أحدها: عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك، قاله أبو مَعْشَر.

والثاني: عثمان بن حيان وكان على المدينة.

والثالث: محمَّد بن الوليد (٣).


(١) ما بين معكوفين من (ص)، بدله في (خ) و (د): وسببه أن عمر كتب.
(٢) الذي في الطبري ٦/ ٤٨٢ أنها خمسين سوطًا، وفي "المنتظم" ٦/ ٣٠٩ خمسين أو مئة.
(٣) من قوله: واختلفوا فيمن حج … إلى هنا من (ص)، وجاءت مختصرة في (خ) و (د). وانظر الطبري ٦/ ٤٨٢.