للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال له رجل: إن رأيتُ سكرانًا يسعني أن لا أرفعه إِلَى السلطان؛ فقال له سعيد: إن قَدَرتَ أن تستره بثوبك فافعل.

قال ابن سعد: وهو القائل: قلة العِيال أحد اليَسارَين.

وكان بين عينيه أثر السجود، وكان أبيض الرأس واللحية (١).

[قال هشام:] كان الحسن البَصْرِيّ إذا أفتى بفتوى فقيل له: قد خالفك فلان وفلان لا يرجع عن فُتياه، فإذا قيل له: قد خالفك ابن المسيّب؛ رجع إِلَى قول ابن المسيّب ويَدَع قول نفسه.

وقال سعيد وقد مرَّ به [ابن] مُرخِية الكِلابي وهو فِي المسجد: هذا والله أكذب العرب، قيل: وكيف يَا أَبا محمَّد؛ قال: أليس الذي يقول: [من الطَّويل]

سألْتُ سعيدَ بنَ المُسيِّب مُفتيَ الـ … ــــمدينةِ هل فِي حبِّ ظَمياءَ من وزْرِ

فقال سعيد بنُ المسيّب إنما … تُلامُ على ما تستطيعُ من الأمْرِ

كَذَب، لا والله ما سألني عن هذا قطُّ ولا أفتيتُه (٢).

ذكر وفاته:

[حكى ابن سعد قال:] دخل نافع بن جُبير بن مُطعِم على سعيد بن المسيّب يعوده فِي مرض موته، فأغمي عليه، فقال نافع: وَجّهوه إِلَى القبلة، ففعلوا، فأفاق فقال: من أمركم أن تُحوِّلوا فراشي إِلَى القِبلة، أنافع أمركم؛ قال نافع: نعم، فقال سعيد: إذا لم أكن على القبلة لا ينفعني توجيهكم فراشي إليها.

[وفِي رواية ابن سعد:] قال نافع: قلت لمحمد بن سعيد: حَوِّل فراش أبيك إِلَى القبلة، فقال سعيد: لا تفعل؛ عليها وُلدت، وعليها أموت، وعليها أُبعث إن شاء الله.

وقال سعيد: لا تُؤذنوا أحدًا بي، ولا تضربوا عليَّ فُسطاطًا، ولا تتبعني نائحة ولا نار.


(١) "طبقات ابن سعد" ٧/ ١٢٨ - ١٤٠.
(٢) "الأغاني" ٩/ ١٤٧ وما بين معكوفين منه.