وقد روينا عن علي ﵇ أنَّه قال: املكوا عَلَيَّ هذين الغلامين -يعني الحسن والحسين، وهما يتنازعان القتال يوم صفّين- فإنِّي أخاف أن ينقطع نسلُ رسول الله ﷺ، لا شَهِدا معي حَرْبًا بعد اليوم.
وقال ابن سعد:] كان علي بن الحسين ثِقَة مأمونًا كثير الحديث عاليًا رفيعًا ورعًا عفيفًا (١).
[وقد ذكرنا ما جرى بين علي بن الحسين وبين ابن زياد لما قُتل الحسين ﵇، وما جرى بينه وبين يزيد بن معاوية وأنه ردّه مع السَّبايا والرأس إِلَى المدينة.
وقال ابن سعد: حدثنا الفَضْل بن دُكَين، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن] العَيزار بن حُرَيث قال: كنت عند ابن عباس وأتاه علي بن الحسين فقال: مرحبًا بالحبيب بن الحبيب.
وبعث إليه المختار بن أبي عُبيد بمئة أَلْف، فكره أن يقبلها، وخاف أن يردَّها عليه، فاحتبسها عنده، فلما قُتل المختار وولي عبد الملك كتب إليه يخبره وقال: كرهتُ أن آخُذها، فأبعث مَن يقبضها، فكتب إليه عبد الملك: يابن عَمّ، خذها فقد طَيَّبتُها لك، فأخذها.
وكان عليّ يلعن المختار، فقيل له: تلعنه وإنما ذُبح فيكم؟ فقال: إنه كان كذّابًا يكذب على الله ورسوله، يزعم أنَّه يوحى إليه.
وقال: التَّارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ لكتاب الله وراء ظهره، إلَّا أن يَتَّقي تُقاة، قيل: وما تُقاة؟ قال: يخاف جبّارًا عنيدًا، يخاف أن يَفْرُطَ عليه أو أن يطغى.
وقال: يَا أيها النَّاس، أحبُّونا حُبَّ الإِسلام، فما برح بنا حبُّكم حتَّى بَغَّضتمونا إِلَى النَّاس.
وأصاب الزهريُّ دمًا خطأ، فخرج وترك أهله، وضرب فُسطاطًا وقال: لا يُظِلُّني سقفُ بيت، فمر به علي بن الحسين فقال: يَا ابن شِهاب؛ قُنوطك أشدُّ من ذنبك،