فاستغفر الله، وابعث إِلَى أهله بالدِّية، وارجع إِلَى أهلك، فكان الزهري يقول: علي بن الحسين أعظم النَّاس عليَّ مِنَّةً.
وقال عبد الله بن عليّ بن الحسين: لما قُتل الحسين قال مروان لأبي: إن أَبَاك كان سألني أربعة آلاف دينار فلم تكن حاضرة عندي، وهي اليوم عندي مُتيسّرة، فإن أردتَها فخُذها، فأخذها أبي، ولم يُكلّمه أحدٌ من بني مروان؛ حتَّى قام هشام بن عبد الملك فقال لأبي: ما فعل حَقُّنا قِبَلَكم؟ قال: مُوَفَّر مَشكور، قال: هو لك.
وكان علي بن الحسين أحسن أهل بيته طاعة، وأحبَّهم إِلَى مروان وابنه عبد الملك.
قلت: قوله (١): حتَّى قام هشام بن عبد الملك فيه نظر؛ فإن علي بن الحسين ﵁ مات فِي هذه السنة كما ذكر، وهشام إنما ولي بعد ذلك بعدة سنين.
[وقال ابن سعد، عن عبد الله بن داود قال:] كان علي إذا أتاه سائل قام بنفسه فناوله ويقول: إن الصدقة لتقع بيد الله قبل أن تقع بيد السائل.
[وحكى ابن سعد عنه أنَّه] قال: والله ما قُتل عثمان على وجه الحقّ.
وكان إذا قام إِلَى الصلاة أخذته رِعْدة، فيقال له: مالك؟ فيقول: ما تدرون بين يدي من أقوم ولمن أُناجي؟!
قال: وكان يخرج على راحلته إِلَى مكة، ويرجع ولا يقرعها بسَوْط.
قال: وكان يَخضِب بالحِنَّاء والكَتَم، وفي رواية بالسَّواد.
قال: وكان له كِساءُ خَزٍّ يلبَسه يوم الجمعة، وكان له فَروةٌ من ثعالب، فإذا أراد الصلاة نَزعها.
وكانت له جُمَّة إِلَى المَنْكِب وكان يَفرِق شَعَره.
وكان يشتري كِساء الخَزِّ بخمسين دِينارًا فيشتو فيه، ثم يبيعه ويتصدّق بثمنه، وكذا كان يفعل فِي ثياب الصّيف.
(١) يريد ابن سعد، فما سلف من أخبار فِي طبقاته ٧/ ٢١١ - ٢١٣.