للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال ابن عائشة:] فكان أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صَدقةَ السِّر حتَّى مات علي بن الحسين (١).

[وروى ابن أبي الدّنيا عن سفيان قال:] أراد علي بن الحسين الخروج فِي حجٍّ أو عُمرة، فاتَّخذت له سُكينة بنت الحُسين سُفرة أنفقت عليها ألفَ درهم أو نحوَها، وأرسلت بها إليه، فلما كان بظَهر الحَرَّةِ أمر بها فقُسمت على المساكين.

وأتاه نَفَرٌ (٢) من أهل العراق فقالوا: ما تقول فِي أبي بكر وعمر وعثمان ؟ فقال: أخبروني، أنتم المهاجرون الأوَّلون ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ﴾ إِلَى قوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين ﴿تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيهِمْ﴾ إِلَى قوله: ﴿وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾؟ قالوا: لا، قال: أمّا أنتم فقد أقررتم أنكم لستم من أحدٍ من هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين ﴿جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ الآية [الحشر: ٨ - ١٠]، اخرجوا فعل الله بكم وصَنع.

[وروى أبو نعيم، عن] نافع بن جُبَير أنَّه قال لعلي بن الحسين: أَنْتَ سيِّدُ النَّاس وأفضلُهم، تذهب إِلَى هذا العَبد فتجلسُ معه -يعني زيد بن أسلم؟ فقال: إنه ينبغي للعلم أن يُتْبَع حيث كان (٣).

وقال سعيد بن مَرْجَانة (٤): أعتق علي بن الحسين عبدًا له قيمة، سمعني وأنا أروي حديثَ أبي هريرة فقال: هو حُرٌّ، والحديث أخرجاه فِي "الصحيحين"، ورواه الإِمام أَحْمد فِي "المسند" (٥) فقال: حدثنا مكّي بن إبراهيم، ثنا عبد الله -يعني ابن سعيد بن أبي هِند- عن إسماعيل بن أبي حَكيم مولى آل الزُّبير، عن سعيد بن مَرْجانة أنَّه قال: سمعتُ


(١) "حلية الأولياء" ٣/ ١٣٥ - ١٣٦، وما بين معكوفين من (ص).
(٢) فِي (خ) و (د): فقير، وهو تصحيف، وليس الخبر في (ص)، والمثبت من "حلية الأولياء" ٣/ ١٣٧، و"تاريخ دمشق" ٤٩/ ١١٤، ١١٥، و"المنتظم" ٦/ ٣٢٧، و"صفة الصفوة" ٢/ ٩٧ - ٩٨.
(٣) "حلية الأولياء" ٣/ ١٣٨.
(٤) هذا الخبر من (ص)، وجاء فِي (خ) و (د) مختصرًا، وهو فِي "صفة الصفوة" ٢/ ٩٧.
(٥) صحيح البخاري (٦٧١٥)، وصحيح مسلم (١٥٠٩)، ومسند أَحْمد (٩٤٤١).