للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألف امرأة، وعُرضت سجونه بعد موته فوجدوا فيها ثلاثين ألفًا لم يجب على أحدٍ منهم حدٌّ، ولا جنى جِناية.

وقال الشعبي: رأيت حبس الحجاج لم يكن له سَقفٌ ولا ظِلٌّ صيفًا وشتاء.

وكان يحبس الرجال مع النساء، ولم يكن في الحبس مطاهر، وكان الرجل يبول إلى جانب المرأة، والمرأة تبول إلى جانب الرجل فتبدو العورات. وكان كل عشرة في سلسلة، ويطعمهم خُبزَ الدَّخَن مخلوطًا بالملح والرماد.

وقال الشعبي: أُحصيت ما في سجونه فكانوا يوم مات ثلاثون ومئة ألف من أهل القبلة؛ ليس لواحد منهم ذنب يستوجب به الحبس.

قال: واجتاز يومًا على الحبس فصاح من فيه وبكوا، فالتفت إليهم وقال: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨]، فما تكلم بعدها، ومات بعد يومين أو خمسة أيام.

ذكر أولاده ونسائه:

كان له من الولد: محمد، مات في حياة أبيه وقد ذكرناه. وعبد الله، أقره الوليد موضع أبيه. وعبد الملك، وأبان، والوليد، وجارية، عذَّبهم سليمان بعد موت الحجاج. ولم يبق له عَقِب إلا من قِبل عبد الملك بالبصرة.

وكان له من النساء أربع: أم الجُلَاس بنت سعيد بن العاص، أمويّة. وهند بنت أسماء بن خارجة، فَزاريّة. وأم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر، وهند بنت المُهلَب بن أبي صُفْرة.

ذكر ما رؤي للحجاج من المنامات:

قال أبو مَعشَر: مات رجل، فلما وُضع على مُغْتَسَله استوى قاعدًا وقال: بَصُرتُ بعينيّ -وأهوى بيده إلى عينيه- الحجاجَ وعبد الملك في النار يسحبان أمعاءهما، ثم عاد ميتًا كَما كان.