للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقال الشعبي:] كان الحسن يقول: لعن الله الدَّانِق ومَن دَنَق الدانق، يعني الحجاج، وهو أول مَن فعله.

وكان الحسن يُعظم أمر الحجاج ويقول: أليس هو القائل: لو أدركتُ عبدَ هُذَيل لضَربتُ عُنُقَه، وأليس هو القائل على المنبر -وذكر حديث أمِّ أيمن لما زارها أبو بكر وعمر فبكت وقالت: إنما أبكي لانقطاع الوحي من السماء، ثم قال الحجاج- كذبت أم أيمن، ما أعمل إلا بوحي، وما انقطع الوحي عن الخلائف -يعني بني أمية.

وقال ابن عساكر: قد روى الحجاج عن ابن عباس، وأنس، وسَمُرة بن جُندب، وأبي بُردة بن أبي موسى، وعبد الملك بن مروان.

وقد روى عنه أنس، وثابت البُناني، وحُمَيد الطَّويل، ومالك بن دينار، وقُتيبة بن مسلم، وسعيد بن أبي عروبة (١).

قال المصنف : واختلفوا في روايته؛ فأجازها بعض الجُهَّال، ومنع منها عامة العلماء، فسئل الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه عنها فقال: ومَن يروي عن الحجاج؟! لا ولا كرامة.

وقال عبد الرزاق: لا تصح روايته ولا الرواية عنه. وكذا قال علماء الأمصار.

وحكى ابن عساكر (٢)، عن ثابت قال: خطب الحجاج على المنبر وقال: تزعمون أني شديد العقوبة وقد حدثني أنس بن مالك؛ وذكر حديث العُرَنِيِّين، وأن النبي قطع أيديهم وأرجلهم، وثَمل أعينهم، فقال أنس: وددتُ أني متّ قبل أن أحدّثَه.

وقال أبو عبد الرحمن: الحجاج ليس بثقة ولا مأمون.

ذكر مَن قتل الحجاج ومَن مات في حبسه:

[حكى الحافظ ابن عساكر بإسناده عن هشام بن حسان قال:] أحصَوا ما قتل الحجاج صَبْرًا فكان مئةَ ألف وعشرين ألفًا، ومات في سجنه ثمانون ألفًا منهم ثلاثون


(١) "تاريخ دمشق" ٤/ ٢٠٨ وما سلف بين معكوفين من (ص).
(٢) في تاريخه ٢/ ٩١ (مخطوط).