للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر في رواية أخرى عن كعب أنه قال: لَيُبنَينّ في دمشق مسجد يبقى بعد خراب الدنيا أربعين عامًا.

وروى ابن عساكر عن جماعة من التابعين في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيتُونِ﴾ أن التين مسجد دمشق.

قال: وقد أدركوا فيه شجرات الزيتون قبل أن يبنيه الوليد.

قال: والزيتون مسجد بيت المقدس (١).

وذكر آثارًا كثيرة فيها للمحدثين نظر، منها قول سفيان الثوري: صلاة في جامع دمشق بثلاثين ألف صلاة (٢).

وقد أخرج مسلم عن سهل بن سعد أن النبي قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره إلا المسجد الحرام".] (٣)

وحُكي أنهم لما حفروا أساس جامع دمشق وجدوا مغارة، فنزل إليها الوليد في الليل بالشمع، وإذا هي كنيسة لطيفة ثلاثة أذرع في مثلها فيها صندوق، ففتحه وإذا بسَفَط فيه رأس مكتوب عليه: هذا رأس يحيى بن زكريا، فأمر به الوليد فرُدَّ إلى المكان، وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه منفردًا عن الأعمدة، فجعلوه، وسفطوا رأس العمود.

وقال زيد بن واقد: رأيتُ رأس يحيى بن زكريا قد أُخرج من تحت ركن من أركان القُبَّة، فكانت الشَّعرة والبَشَرة لم تتغيَّر (٤).

[وأكثر الشعراء في وصف جامع دمشق، فقال بعض المحدَثِين: [من المنسرح]

دمشقُ قد شاع حُسنُ جامِعِها … وما حوتْه رُبى مرابِعها

بديعةُ الحسنِ والكمالِ لما … يُدركه الطرفُ من بدائعها

طيِّبةٌ أرضُها مباركةٌ … باليُمنِ والسَّعدِ أخذُ طالِعها


(١) "تاريخ دمشق" ١/ ٢٩٩ - ٣٠٠.
(٢) انظر "تاريخ دمشق" ١/ ٣٠٢ - ٣٠٣.
(٣) ليس في صحيح مسلم حديث سهل بن سعد، إنما رواه من حديث أبي هريرة وابن عمر (١٣٩٤ - ١٣٩٥). وما سلف بين معكوفين من (ص).
(٤) "تاريخ دمشق" ١/ ٣٠١.