للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجامع طِلَّسمات لسائر الحيوانات والحشرات فيما يلي السبع، فلما احترق الجامع ليلة نصف شعبان سنة إحدى وستين وأربع مئة ذهب الكل.

وفوّارة جَيرون أُحدثت سنة تسع وستين وثلاث مئة، ثم جُدِّدت مرارًا، منها سنة ست عشرة وأربع مئة، ساق إليها الشريف فخر الدولة أبو يعلى حمزة بن الحسين الحسيني (١) الماء من قصر الحجاج، وبنى عليها قبة، ثم وقعت في صفر سنة سبع وخمسين وأربع مئة، ثم وقعت حيطانها في حريق اللبّادين سنة اثنتين وستين وخمس مئة في شوَّال، ثم جُدِّدت.

وأول مَن أحدث القراءة في جامع دمشق هشام بن إسماعيل بن هشام المخزومي.

قال المصنف : وأخبرني الشيخ الصالح أبو عمر محمد بن أحمد المقدسي قال: حدثني أبو محمد بن بَرّي بإسناده إلى كعب الأحبار قال: إنا نجد في كتب الله المنزلة أن الله أوحى إلى جبل قاسيون أن هب ظلَّك وبَركتك وخيرك لجبال بيت المقدس، فقال: قد فعلتُ، فأوحى الله إليه: لن تذهب الأيام والليالي حتى أردَّ عليك ظلَّك وخيرَك وبركتَك، وسيُبنى لي في ظلِّك بيت أُعبد فيه بعد خراب الدنيا أربعين عامًا.

قال: فقاسيون عند الله تعالى بمنزلة العبد الضعيف المتضرّع.

قال المصنف (٢): ولما حدثني الشيخ أبو عمر بهذا الحديث في سنة ست وست مئة تبسم وقال: أرجو أن يكون لجامع الجبل الذي بناه.

[وقد أخرج أبو القاسم بن عساكر هذا الأثر في "تاريخه" من طريق الوليد بن مسلم، عن القاسم بن عبد الرحمن (٣)، وفيه: وأبني لي في حصنك بيتًا، قال الوليد بن مسلم: هو مسجد دمشق، ولم يذكر في هذه الرواية كعب الأحبار.


(١) كذا وهو خطأ، صوابه حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن، كما ذكر ابن عساكر في تاريخه ٥/ ٣٠٢، والخبر في ١/ ٣١١.
(٢) في (ص): قلت.
(٣) في "تاريخ دمشق" ١/ ٣٠٠: الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي عاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن عبد الرحمن.