للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: والعجب من هذا الخلاف وقد اتّفقوا على أنه ولي الخلافة يوم مات أبوه عبد الملك في شوال سنة ست وثمانين، ومات يوم السبت منتصف جمادى الآخرة، فتكون ولايته تسع سنين وثمانية أشهر وأيامًا كما قال الواقدي.

واختلفوا في سنّه؛ قال الواقدي: توفي وهو ابن ستّ وأربعين سنة وأشهر، وقال هشام بن محمد: توفي وهو ابن خمس وأربعين سنة، وقيل: ابن اثنتين وأربعين سنة، وقيل: جاوز الخمسين.

وكانت وفاته بدمشق بدير مُرَّان.

واختلفوا فيمن صلّى عليه؛ فقال الواقدي: عمر بن عبد العزيز، وقال هشام: ابنُه عبد العزيز بن الوليد، وكان سليمان غائبًا بالرَّمْلَة، ودُفن في مقابر الباب الصغير، وقيل: بين باب الصغير وباب الجابية، وقيل: بباب الفَراديس (١).

وقد رثاه جماعة منهم جرير فقال: [من البسيط]

يا عينُ جُودي بدَمْعٍ هاجَه الذِّكَرُ … فما لدمعِك بعد اليوم مُدَّخَرُ

إن الخليفةَ قد وارتْ شمائلَه … غَبْراءُ مُلْحَدَةٌ في جَوفِها (٢) زَوَرُ

أضحى بَنوه وقد جلَّتْ مُصيبتُهم … مثلَ النُّجوم هوى من بينها القَمَرُ

كانوا جميعًا فلم يَدفع منيَّتَه … عبدُ العزيز ولا رَوْحٌ ولا عُمَرُ

كان له من الولد: العباس، وعبد العزيز، ومروان، وعَنْبَسة، ومحمد، وعائشة، أمهم أمُّ البَنين بنت عبد العزيز بن مروان (٣)، ويزيد وهو النّاقص، وإبراهيم، وليا الخلافة، وأمهما شاهفَرِيد بنت يَزْدَجِرد (٤)، وعمر، وأمه بُنانة كندية (٥) أم ولد، وأبو


(١) انظر "المعارف" ٣٥٩، و"تاريخ الطبري" ٦/ ٤٩٥، و"تاريخ دمشق" ١٧/ ٨٤٧ - ٨٥١ (مخطوط)، و"المنتظم" ٧/ ٢٣، و"السير" ٤/ ٣٤٨.
(٢) في (ص): في حرفها، وفي ديوانه بشرح ابن حبيب ٢٤٢، والطبري ٦/ ٤٩٨: جَوْلِها، وأجوال البر: نواحيها.
(٣) لم يعد أحد العباس من أولاد أم البنين، وإنما ذهبوا إلى أن أمه نصرانية، انظر "نسب قريش" ١٦٥، و"أنساب الأشراف" ٧/ ٦، وجمهرة أنساب العرب" ٨٩، و"تاريخ الطبري" ٦/ ٤٩٦، و"العقد الفريد" ٤/ ٤٢٢، و "تاريخ دمشق" ٣٢/ ٢٦٨، و"المنتظم" ٦/ ٢٦٨، و"المعارف" ٣٥٩.
(٤) في "جمهرة ابن حزم": شاهفريد بنت كسرى بن فيروز بن يزدجرد بن شهريار ملك الفرس.
(٥) انظر "تاريخ دمشق" ٥٤/ ٢٨٦، ٢٨٧.