بأضعافه، فاكتب إليه بالفتح، وسَلْه القدوم عليه لتُشافهه بما أحببتَ. فأبى يزيد، وأمضى الكتاب على التَّسْمِية، فكان كما قال الكاتب: البلاء مُوكَّل بالمنطق، مات سليمان قبل وصول الكتاب إليه، فلما ولي عمر بن عبد العزيز ﵁ طلب من يزيد المال، وحبسه لما يذكر.
وفيها غزا داود بن سليمان بن عبد الملك أرض الروم، ففتح حصن المرأة مما يلي مَلَطْيَة.
وفيها عادت الزلازل أربعين يومًا، وقيل: دامت ستة أشهر، فهدمت القلاع والأماكن العالية.
وفيها استعمل سليمان بن عبد الملك عروة بن محمد بن عَطيةَ السَّعديّ على اليمن، وأقرَّه عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه، ويزيد بن عبد الملك بن مروان.
وكان عروة من الزهَّاد، دخل إلى اليمن ومعه مصحفه وسيفه ورمحه وهو على ناقة فقال: يا أهل اليمن، إن خرجتُ من عندكم بغير ما دخلتُ به إليكم فأنا سارق، فأقام عندهم عشرين سنة، فخرج كما دخل إليها، وأقام أميرًا إلى أيام مروان بن محمد.
وقال ابن عبد البر: كان عروة أميرًا على الجند لمروان بن محمد، وهو الذي قتل أبا حمزة الخارجي، وقيل: إنما قتله عبد الملك أخو عروة، وكان عروة من رواة الحديث، أسند عن أبيه وجده عطية بن [عروة بن] القَين، وكانت له صحبة. وروى عن عروة جماعة من أهل اليمن وغيرهم (١).
وحج بالناس عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أَسيد، وقيل: إنما حجَّ بهم يزيد بن عبد الملك، وهو أصح.
وكان العمال في هذه السنة هم العمال الذين كانوا في السنة الماضية.