للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الزُّهري: أدركتُ أربعةً من بحور العلم من قريش: سعيد بن المسيّب، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، وعُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة.

وحكى أبو نُعيم: أن عمر بن عبد العزيز كان يأتي في إمارته إلى عبيد الله، فربما أذِن له، وربما حَجَبه (١).

وكان عمر بن عبد العزيز يقول: مَن لي بليلةٍ من عُبيد الله بألف دينار.

وكان أحدَ الفقهاء السبعة، وكان الزهري يُلازمه ويأخذ عنه، وإذا رآه قام له، فلما استَنْفَذَ ما عنده جاءه يومًا فلم يقم له، فقال له: ويحك يا بن شهاب، أنت بعدُ في الكُتَّاب.

وجدُّه عُتبة أخو عبد الله بن مسعود لأبويه، قديمُ الإسلام، ولم يَرْو عن رسول الله شيئًا، ومات في خلافة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، وأما ابنه عبد الله فإنه نزل الكوفة، ومات بها في خلافة عبد الملك.

[وقال الواقدي:] توفي عبيد الله بالمدينة سنة ثمان وتسعين أو تسع وتسعين وقد ذهب بصرُه، وكان ثقةً كثير العلم، [قال: وكان يقول الشعر فيقال له في ذلك فيقول: أرأيتم المَصْدور إذا لم يَنْفُث أليس يموت؟] (٢).

روى عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، عن أبيه قال: قدمت المدينةَ امرأةٌ من هُذَيل وكانت جميلة، فكادت تذهب بعقول أكثرهم فخطبوها، فقال عُبيد الله فيها: [من الطويل]

أُحِبُّكِ حبًا لا يُحبُّك مثلَه … قريبٌ ولا في العاشقين بعيدُ

أحبك حبًّا لو شَعرتِ ببعضه … لجُدْتِ ولم يَصعُب عليك شَديدُ

وحبُّكِ يا أمَّ الصَّبيِّ مُدَلِّهي … شهيدي أبو بكرٍ فنعمَ شَهيدُ


(١) "حلية الأولياء" ٢/ ١٨٨.
(٢) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٢٤٦، وما بين معكوفين من (ص).