للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال عبد الله بن دينار: كنا نتحدث أن هذا الأمر لا ينقضي حتى يلي هذه الأمة رجل من ولد عمر، يسير فيها بسيرة عمر، بوجهه شامة، فكنا نقول: هو بلال بن عبد الله بن عمر، وكانت بوجهه شامة، حتى جاء الله بعمر بن عبد العزيز، وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.

وقال يزيد بن هارون: ضربته دابّة من دواب أبيه فشجَّته، فجعل أبوه يمسح الدم عن وجهه ويقول: سَعِدتَ إن كنتَ أشج بني أمية.

وقال ابن الكلبي: دخل عمر داو الدوابّ وهو صغير، فرَمَحَتْه دابة، فسال الدم على وجهه، فدخل أبوه، فلامتْه أمه حيث لم يجعل معه خادمًا، فقال لها أبوه: اسكتي، إن كان أشجَّ بني مروان فيا طُوباك.

وقال عبد الجبار بن أبي مَعْن: سمعت سعيد بن المسيب وسأله رجل عن المهدي، فقال له سعيد: أدخلتَ دارَ مروان؟ قال: لا، قال: فادخل تَرَ المهديَّ جالسًا على السّرير، فدخل الرجل، فرأى عمر والناس حوله مجتمعون، فرجع إلى سعيد فقال له: يا أبا محمد، دخلتُ دار مووان فلم أرَ أحدًا أقول هذا المهدي! فقال له ابن المسيب: هل رأيتَ الأشجَّ عمر بن عبد العزيز القاعد على السرير؟ قال: نعم، قال: فهو المهدي (١).

وقال ابن قُتيبة: صفة عمر في كتاب دانيال: الدَّرْدُوق الأشجّ، أي: القصير (٢).

وقال الهيثم: كان عبد الملك بن مروان يُحبّه، ويُدنيه، ويحنو عليه، ويرفعه فوق أولاده، وزوجه ابنته فاطمة، فقيل له في ذلك فقال: إنه سيلي الخلافة، وهو أشجُّ بني مروان.

ذكر بيعته بالخلافة:

قال سُهيل بن أبي سهيل: سمعتُ رجاءَ بن حَيوة يقول: لما ثَقُل سليمان كتب كتابَ عهده إلى ابنه وهو غلام لم يبلغ، فقلت: ما تصنع يا أمير المؤمنين؟ إن مما يَحفظ الله به الخليفةَ في قبره أن يستخلف الرجل الصالح، فقال: سوف أنظر، فمكث يومًا أو


(١) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٣٢٧.
(٢) "المعارف" ٣٦٢.