للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا عمر، متى بلغك أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم؟ ففهم عمر ما أراد فقال له: مَعذرةً إلى الله وإليك، والله لا عدتُ إلى مثلها أبدًا، فما رؤي عمر بعدها ذاكرًا عليًّا إلا بخير (١).

وقال الواقدي: كان سليمان قد ولّى أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم على المدينة، فلما ولي عمر أقرَّه عليها، فاستقضى أبا طُوالة، وولّى الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وضمّ إليه أبا الزناد كاتبًا، فاستقضى عامرًا الشعبيّ، وولّى البصرة عديَّ بن أرطاة، فاستقضى الحسنَ البصري، ثم استعفاه فأعفاه، وولّى اليمن عُروة بن محمد بن عَطيّة السعدني، وولّى الجزيرة عديَّ بنَ عديّ الكندي، وولّى إفريقية إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر حتى توفي عليها، وولّى دمشق محمد بن سُوَيد الفِهريّ، وولى خراسان الجَرَّاح بن عبد الله الحكمي (٢)، وعزل عنها يزيد بن المهلب.

وكتب إلى مسلمة بن عبد الملك أن يَقْفُلَ بمن معه من المسلمين من بلاد الروم، وبعث إليه بالمال والطعام وخمس مئة فرس، فقَفَل راجعًا.

[فصل:] وفيها أسلم ملك الهند، قال ابن عساكر: كتب ملك الهند (٣) إلى عمر بن عبد العزيز: من ملك الهند والسِّند، ملِك الأملاك؛ الذي هو ابن ألف ملك، وتحته ابنةُ ألف ملك، والذي في مملكته نهران يُنبتان العُودَ والكافور والأَلُوَّة التي يوجد ريحها من اثني عشر فرسخًا، والذي في مَرْبَطه ألفُ فيل، وتحت يده ألفُ ملك؛ إلى مَلِك العرب، أما بعد، فإن الله قد هداني للإسلام، فابعث إلي رجلًا يعلمني القرآن وشرائع الإسلام، وقد أهديتُ إليك هديَّةً من المسك والعَنْبر والنَّدِّ والكادور، فاقبلها فإنما أنا أخوك في الإسلام، والسلام.

وفيها حُمل يزيد بن المهلَّب من خُراسان إلى الشام (٤).


(١) "تاريخ دمشق" ٥٤/ ١٠٨.
(٢) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٣٣٥، وانظر "تاريخ الطبري" ٦/ ٥٥٤، و"المنتظم" ٧/ ٤٨.
(٣) في (ص): وقد ذكر القصة ابن عساكر عن نعيم بن حماد فقال: كتب ملك الهند. ولم أقف على الخبر في "تاريخ دمشق"، وهو في "العقد الفريد" ٢/ ٢٠٢، و"المنتظم" ٧/ ٤٥.
(٤) في الطبري ٦/ ٥٥٦، و"المنتظم" ٧/ ٥٦ أن ذلك كان في سنة مئة.